بنشاب : حين يقتل المواطنون من أبناء الفئات الكادحة من هذا الشعب على الحدود الموريتانية، ذبحا بسيوف الجيش المالي أو قصفا ببنادق الجيوش المغربية أو الجزائرية أو غيلة بخناجر العصابات السنغالية يصمت فخامة الرئيس طويلا و بعد الضغط الشعبي والإعلامي أرسل وفدا من وزراءه ليبلغوا السكان تحيات فخامته!
وتذكرون جيدا تلك الحادثة الغريبة التي ضن فيها الرئيس على شعبه بكلمات عزاء بينما بادر واستبق المنشورات لتقديم المباركات لأمير دولة خارجية بمناسبة خروجه من المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية قد تكون مجرد نزلة برد!
اليوم يرسل فخامته وفدا إلى النمجاط لتقديم واجب العزاء لدوحة العلم والصلاح هناك وهم أهل لذلك بلا شك، و لو أن المواكبة الرسمية لفاجعة البلد في هذا الشيخ الإقليمي قد تأخرت، خاصة أن التعزية الموريتانية الرسمية في المغفور له الشيخ آياه سبقتها مواكبة اعلامية لنعيه في الإعلام السنغالي الرسمي و تعزية رسمية من الرئيس السنغالي ماكي صال _مشكورا _مساء أمس، ما يجعل النظام و الدولة قد تقاعسوا عن دور قامت به دولة مجاورة في حق مواطن موريتاني وشخصية دولية وإقليمية.
لكن رغم كل ذلك فإن حرص الرئيس على تقديم العزاء لعائلات المشيخات التقليدية و عدم اهتمامه بتقديم العزاء لعائلات المواطنين العاديين من عامة الشعب الذين قتلوا بنصال الغدر وهدرت دماؤهم، يبقى تناقضا مع شعارات المساواة و العدالة الاجتماعية، التي ملأت البحر و البر و الوكالات الاخبارية بصوت فخامة الرئيس و كذبتها تصرفاته ومجاملاته و تعييناته.