بنشاب: قولوا سلاما على كل آمالكم إذا خاطبكم الرئيس، هكذا علمتنا مأمورية الاجماع!
و امسحوا دموع كل الشعارات التي ستتضمنها تلك الخطابات، ففي ذاكرتنا السمكية عشرات الأدلة على ذلك، فبعد _الإقلاع كما تعرفون _ هبطت بنا رقعة البؤس _التي عليها ننتشر_ عشر مستويات تحت معدل الفقر و الجوع..
و بعد خطاب العدالة الاجتماعية فقست أفاعي القبلية و الشرائحية فعين فخامة الرئيس شيوخ القبائل و الزعامات التقليدية في المناصب السامية و اكتتب أولادهم و أحفادهم في المؤسسات و الوزارات، بينما خص أبناء الطبقات الهشة بفتات ما تجود به يده السخية من صدقات تآزر و مندوبية الأمن الغذائي و خيرية الحزب الحاكم، و بطاقات شكلية لتأمين صحي، يخولهم دخول مرافق صحية أشبه بالمشارح لا تتوفر فيها أبسط الخدمات الصحية و لا توفر صيدلياتها أكثر من الصوف و القفازات و مشارط قطع شرايين الأمل!
أما خطابات محاربة الفساد و توجيهات خفض الأسعار و تقريب الخدمات من المواطن فتلك إشارات معكوسة تطبقها طواقم الرجل بالمقلوب و يقابل عملهم بالتأييد و عدم الاعتراض..
أتت توجيهات اليوم بالابتعاد عن كل من يشتبه في فساده أو سوء تسييره، فحرص الرئيس في تعييناته كالعادة على مشمولين في ملفات فساد أو على الأقل مسيرين سابقين لميزانيات الدولة خلال العشرية المنصرمة..
فإن كان الرئيس جادا في محاربته للفساد حقا فتدويره لرؤوس نظام ولد عبد العزيز هو صك براءة للعشرية و للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز المسجون دون غيره من أركان نظامه و المتهم دون بقية المشمولين في الملف دون دليل!
و إن كان قطب الإجماع يرى غير ذلك و يعتبر العشرية المنصرمة قد شهدت فسادا و نهبا و تبذيرا و سوء تسيير، فعليهم المطالبة باستقالة الرئيس لعدم تطبيقه للشعارات التي تتضمنها خطاباته، أو مطالبته باطلاق سراح الرئيس السابق مادام تعيينه لأركان نظامه تزكية لهم، فالرئيس السابق لم يسير ميزانية و لا يمكنه نهب بلد بدون أعوان من وزراء و مستشارين و أغلبية في البرلمان!