بنشاب : منذ فاتح مارس 2019 لم يتخذ فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني قرارا إلا و خذلني و أثار أعاصير غضبي و أمواج خيبتي، لكنه هذه المرة لم يخيب ظني و أردت أن أسجل إشادة له بذلك…
الأمل هو شعور غامض ينتاب الشخص كموجة صقيع أثناء آخر مراحل التعرض لضربة الشمس، فتحمله من حمم الواقع البائس إلى نسمات الاستشراف والتمني، فإن تحققت نسبة ولو ضئيلة من مسببات ذلك الشعور استمر الأمل في التضاعف و التضخم، لكن خيبات الظن إن تتالت أحدثت جراحا نفسية غائرة تهيجها ضربات شمس الواقع و تزيدها ألما.
لذلك لم نهتم بإقالة الحكومة و لا بإعادة تشكيلها لأن خلاصة الفعل _ والفعل أبلغ من القول_ سبق أن قتل كل أمل لنا في الاصلاح في ظل حكم هذا النظام.
لكن يبقى الاختيار قائمًا فمن أدمن الألم و أصابته متلازمة التلذذ بتعذيب نفسه، حرص على توهم آمال غير موجودة و حصد خيبات متوقعة، يلعق بذلك جراحه سعيا إلى مضاعفة ألمها، وهو ما حدث لغالبية رواد الفضاء الأزرق مساء أمس حين أرادوا تخيل تغيير يترجمه تشكيل الحكومة، وذلك على يد فخامة الرئيس ولد الغزواني و استجابة لخطابه المطالب كل عاجز عن الإنجاز بالإستقالة!!
وكأن رواد الفيس بوك تناسوا _وهم يطاردون وهم آمالهم _ أن فخامة الرئيس هو الوحيد _من بين أركان هذا النظام_ الذي تعهد ووزع تعهداته على شعب بكامله في كتاب أزرق نقي اللون متباين الألوان، و لحد اليوم لم ينجز فحوى صفحة واحدة من ذلك الكتاب!
فلماذا تأملون منه إحداث تغيير قد ينعكس على واقعكم مضاعف البؤس منذ تولي فخامته حكمكم؟!
و ما مصدر الصوت المغرر الذي حداكم إلى سراب الأمل في تجديد فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني لطاقم عمله و استعانته بحكومة كفاءات، و مسحه الطاولة كما سوقتم؟!
تلك البراءة _حتى لا أقول السذاجة_ التي توحي بها منشوراتكم الحالمة باصلاح في ظل هذا النظام لا تتناسق مع وجوهكم الناضجة تحت شمس البؤس و الواقع و التجربة و المعرفة..
لقد اختصرنا عليكم كل هذه الترهات حين حدثناكم من مؤتمر صحفي لجبهة التغيير أن لا خدمة أعم نفعا ولا أعظم أجرا يمكن لهذا النظام تقديمها للوطن من تقديمه لإستقالته وتنظيم انتخابات مبكرة ومن يسوق لإصلاح لايبدأ بتلك الاستقالة فهو يبارز ظله ويلهو بمأساة شعب كريم كظيم، وذلك لجني منفعة تعود عليه دون سواه.