بنشاب : إقالة الحكومات بعد كل حصيلة صفرية للنظام الحالي الفاشل، لن تغير من حقيقة العجز المخيم في مراكز صناعة القرار، سياسيا و اقتصاديا وحتى إعلاميا..
كما أن الشعب الموريتاني الملول بطبعه حاد الذكاء و التخمين تحصل عنده أن هذا النظام لم يعد قادرا على تقديم مثقال ذرة من تعهداته، بالإضافة إلى سطحية المسرحيات الإعلامية والسياسية التي تدار بها الدولة من داخل مواقع التواصل الاجتماعي و تبعا لأهواء المنافقين و المفسدين و المهرجين.
فإن ذهبت حكومة ولد بلال فقد ذهبت أخوات لها من قبل فاشلات، ولم يغير ذلك من معايير التعيين و لا التكليف، وظل فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني حبيس لائحة المتقاعدين و المفسدين الذين يكن لهم من الود أكثر مما يضمر لشعبه، حيث أعاد تدويرهم و حرص على توظيف أبنائهم في كل مفاصل الدولة موصدا الأبواب أمام شباب الوطن من غير المنحدرين من تلك العائلات الحاكمة منذ الاستقلال عبر نياشين الجيش و العمائم الزرقاء للحزب الحاكم.
فلا خطابات الرئيس المنددة و لا ثورات غضبه من فشل نظامه و لا حلقات مصارحته لشعبه في جو صورته الوكالة الموريتانية للأنباء على أنه الأكثر شاعرية منذ مغادرة روميو و جولييت لعالم الدنيا، حيث قرأنا عن هدوء نبرته، و بريق عيون فخامته أثناء حديثه، و عن عدوى الشعور التي بعثتها هالة طاقته الاجابية إلى المسؤولين، و عن انتقاء التوقيت، و حزم القرار، و سابقة الاعتراف لشعبه على "كورنيش" البؤس و الإشادة بنبوءة فخامته باقتراب نهاية ظاهرة الفقر بسبب موجات المجاعة و المرض التي ستمحق غالبية المحرومين من أبناء هذا الشعب، لتتحول أجسادهم الفانية إلى طاقة، و بترول و سماد عضوي ستحصد أجيال قادمة من المفسدين غلته من ثروات هذا البلد الغني بشعب فقير.
فأخبروا فخامة الرئيس بأن حكومة ولد بلال قد تكون هي الأخرى كانت فقط تنتظر توجيهاته كما حصل مع الشركة الوطنية للماء و الوطنية للكهرباء و المنشآت الحكومية الصحية، التي أظهر تجاوبها مع انتقاداته و احتفاظه بالقائمين عليها، غياب توجيهاته في السابق، وبالتالي عدم تأدية فخامته لمسؤولياته، فلماذا تقدم لنا حكومة ولد بلال كأضحية بدون دماء لا ذنب لها دون بقية أركان النظام الفاشل؟!