المناشدة و الإنتقاد ....أين الفعل أيها الرئيس....

أحد, 27/03/2022 - 01:13

بنشاب : بعد مناشدة فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني لأعوانه لتأدية مهامهم، وانتقاده لدقائق التجاوزات التي يتعرض لها المواطن في المرافق العمومية، ومطالبته لمن عجز منهم بتقديم استقالته، وترك مكانه لشخص آخر، بادرت المصالح التي ضرب بها المثل صباح اليوم الموالي إلى تقديم حلول سريعة لما كانت تعذب به المواطن من مماطلات و سوء خدمات، متخذة إجراءات متسرعة و مستعجلة دون أن تبنيها على دراسات و لا مخططات، فقط تطبيقا لتوجيهات فخامة الرئيس ! 

ألا يعني ذلك اعتراف المسؤولين بتعمدهم التقصير فيما مضى من فترة إدارتهم لتلك المؤسسات و الوزارات؟! 

ألا يترتب على هذا الاعتراف اتخاذ الرئيس لاجراءات رادعة في حق من كانوا يتهاونون في تأدية مهامهم و يتخاذلون في تطبيق برنامجه الانتخابي الذي صدع أبواق الحملة بشعارات تقريب الإدارة من المواطنين؟! وقد تعطلت تلك الوعود لسنوات ثلاث!! 

ألا يعني عدم إقدام الرئيس على إقالة المقصرين وهو صاحب القرار و الصلاحيات المطلقة و رأس الهرم، و اكتفاءه بمطالبتهم _ إعلاميا _ بالعمل على خدمة المواطن و الكف عن إهانة كرامته اعترافه _ شخصيا_  بالتقصير في تأدية مهامه و عدم إصداره سابقا لمثل تلك التعليمات إلى أعوانه، وبالتالي استجابة المسؤولين  لتوجيهات الرئيس دون تقديم استقالاتهم وعدم  استخدام  الرئيس لصلاحياته ضدهم يثبت حقيقة أن فخامته كان أول المعنيين بمطالبته تلك بالاستقالة لما أهدر من مأموريته دون إصدار توجيهات إلى أعوانه! ! 

كما أن استجابة المسؤولين لملاحظات الرئيس على جزء بسيط من سوء إدارتهم دليل على موافقته على جوانب أخرى من ممارساتهم البغيضة حرص على عدم التطرق لها وذلك خلال الحلقتين السابقتين من مسلسل المصارحة التاريخي، كالفساد مثلا  و سوء التسيير المالي و الزبونية في التوظيف و المزاجية في الفصل من العمل، و العقوبات التعسفية ضد الموظفين على أسس سياسية أو شخصية!! 

و لأن الفعل أوضح من الكلام فالرئيس عاد إلى قصره، دون اتخاذ إجراءات ضد من صرح هو نفسه بتقصيرهم، ليواصل مراقبة الأداء الكارثي لنظامه و الظروف التعسة التي يعيش شعبه، مكتفيا بلعب دور المراقب الوجل و المعارض الوديع، والمطالب اللبق بتحسين الاوضاع و المشخص الخبير للواقع 
المأساوي للبلد!