بنشاب: في بلاد البؤس والفقر و التعس كما عرفها فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني، تنفق حكوماته الميزانيات الضخمة سنويا على مشاريع التحلية و التحميض و التمليح و شبكات التوسعة و التضييق و الشد و التمديد، و يجيز البرلمان عشرات الاتفاقيات و تتسول الحكومات القروض، ليجلس الرئيس وراء أحد البحار و يقدم تشخيصا دقيقا لما يعانيه الشعب من عطش داخل العواصم الكبيرة و ما يقاسيه الشعب من ويلات في سبيل الحصول على رشفة ماء يعجز في الغالب عن تأمينها! ويختتم حديثه بأن ماتم خلال فترة حكمه كان دون المأمول و أن ما سيتحقق خلال بقية المأمورية لن يرقى للطموحات!
والشعب الساذج يطالب النظام _ بإلحاح_ بتوفير الماء، ويفتح أفواهه المتيبسة على أثير القنوات و أمام المصورات ليوصل معاناته لرئيس يركب الطائرات و يتجول في الخارج على حساب بؤسه! يتقاضى راتبه مقابل شرح معاناة الشعب في الخارج بعد اقتراب مأموريته من نهايتها، كحصاد مخيب لتعهداته الوليدة…
مأموريته التي بسط فيها سلطته وكل مقدرات البلد تحت أرجل لصوص الأنظمة السابقة و تركهم يأكلون و ينهبون دون محاسبة المفسدين منهم والاكتفاء بتسريحهم للتفرغ لغنائمهم و مواصلة تجديد التأييد و إصدار بيانات الدعم و الإشادة بالنتائج الصفرية لحكمه..
اليوم يسافر فخامة الرئيس لما وراء النهر حيث يستقبله رئيس ينجز و يشيد و ينهض ببلده الخالية من الثروات الغنية بالقطارات و الجامعات و المشاريع التنموية العملاقة، رئيس حاول ذات مرة محاكاة جلسته في حفل تدشين في روصو.. ! لكنه لم يفلح في محاكاة إرادته و لا طاقة إنجازه و لا وتيرة عمله!
فما التجربة التي سيتقاسمها فخامة رئيس بلد عطشان وجائع _بطاقمه العاجز عن تنفيذ برنامجه الانتخابي_ مع رواد العمل و رؤساء الدول التي تحترم شعوبها أو على الأقل تتفادى قتلها عطشا و هي تأخذ على ظهورها القروض و التمويلات و تستخرج من باطن أرض أوطانها آلاف أطنان الثروات !