بنشاب : ما قاله ولد الغزواني للجالية في مدريد هي الحقيقة عينها التي كان يجب أن يسمعها ويعيها الموريتانيون قبل اليوم تصديا وتفنيدا لتلك الدعاية التي ظلت معارضة ولد عبد العزيز تدغدق بها مشاعر المواطنين نكاية به وطلبا للأصوات فتقول لهم ( بلد غني وشعب فقير )!
فالحقيقة الورانية هي أن موريتانيا ليست غنية ولا هي بالقريبة من ذلك وقد قلنا ذلك مرارا وكررناه، بل هي فقيرة في الموارد المالية والأخطر من ذلك فقرها في الموارد البشرية والسواعد العاملة المنتجة..!
تشكل الصحراء 95% من أراضيها والباقي منها يشهد ندرة وتذبذبا في الأمطار من سنة إلى أخرى.
هناك مقدرات معدنية وسمكية وزراعية ولكن ذلك ليس هو الغنى باعتبار أفريقيا كلها تمتلك هذه المقدرات ولكنها تعيش الفقر والجوع والتخلف، ولن تنقلنا مواردنا من بلد فقير إلى بلد غني إلا برأس المال والخبرة الأجنبيين لغياب رأس المال والخبرة المحليين..
والفترة التي شهدت فيها موريتانيا جهودا وعملا حسن من وضعيتها وغير من حالها إلى الأفضل عما كانت عليه، والتي وصفها ولد الغزواني أمام الجالية في مدريد، وقال إنها إنجازات لا يمكن غمطها لكنها غير كافية، تلك الفترة كانت عشرية الرئيس عزيز، والرئيس عزيز لم يجد موريتانيا غنية ولم يجلب لها موارد جديدة وإنما عمل برؤيته وصرامته على ترشيد ما هو متوفر من موارد وتوجيهه للأولويات، ولم تكن تلك الموارد سوى محاصيل ضرائب وعائدات بسيطة من حصة البلد من شركات المعادن الأجنبية وقروض أجنبية لم تكن أيضا بحجم كبير بفعل ضيق القدرة الاستيعابية للبلد في ما يتعلق بالاستثمارات والقروض..
واليوم لم يتغير سوى أننا عدنا للدكس
القديم ( ما قبل العشرية ) في سوء توجيه الموارد المحدودة أصلا، وهدرها عبر لا مركزية التسيير، والغباء والبدائية في التصورات، وجعل الحبل على الغارب للمسؤولين والمسيرين..!