بنشاب: يضرب المثل (صام عام وافطر اعل اجراده)، لبذل جهد كبير لحصول حاجة رخيصة، وعندنا فقد ضاعف الصائم هذا الزمن، إمعانا في تحصيل حاجته الرخيصة، قد لا ينطبق المثل على معارضتنا الكلاسيكية، التي تذكرت عادة كانت تمارسها بوجهين، وجه للراديكالية والتمرد على الواقع كلما كانت تريد، أو كان الخصم يسارع في سحب البساط من تحت أقدامها وكشف حقيقتها، وتلك مرحلة ميزت عشيرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ووجه للصمت والاستكان والخنوع، لا يبالي بالحقوق، ولا بالعدل والمساواة، ولا بمصالح الوطن والمواطن، ولا بهموم المواطن على اختلافها، وتلك مرحلة عاشتها وتعيشها مع الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، وكأنهم كانوا يعارضون شخص عزيز كما بدا أول مرة قبل تسلم غزواني لدفة الحكم، وفي الحالين، أضحت المعارضة بوجهين، وكنا نقول في الأساطير والميتولوجيا الشعبية بذي الوجهين رجما بالغيب، لكن الأيام صدقتنا، ووجد ذو الوجهين فعلا، كائنا يتمشى بيننا بهدوء ودلال، وبغباء وغرور...