نحن مسرح اللدغة والضربة 

أربعاء, 23/02/2022 - 00:51

بنشاب : كما ادعت بعض الشخصيات المعارضة السابقة خلال العشرية، بأنها اطلعت على وثائق سرية تثبت استحواذ الرئيس السابق على أموال وثروات الشعب و بأن السفارات الأجنبية في البلد أعدت تقارير سرية لبلدانها، و منظماتها الدولية عن هذا الوضع الخطير، أتت جوقة التزلف و التلفيق بزور الافك كما قال الذين من قبلهم، تشابهت قلوبهم و عجزوا في النهاية عن تقديم الأدلة لشعب  يفقه تحايلهم و يوقن بكذب تدليسهم.

أظهر سراب التهدئة السياسية و أكذوبة الاجماع الوطني، هشاشة قناع الوطنية، و أذاب الواقع المرير، شمع التطبع، فظهرت تضاريس الطباع المستترة، تنبش عنها فرشاة المصالح الشخصية و التعيينات القبلية.

 فأحاطت بالجرف جيوش مرتزقة الجهوية و القبلية يحمل كل نفر على ظهره حقيبة نهب وتبذير، يشبعها من كنوز البلد بعد جوع السنين، وكما في المثل الشعبي:  لو قتلهم الجوع لكان خيرا للبلد و لتاريخهم المزيف من تسلقهم اليوم أسوار السرقة و جنيهم غنائم الغدر و العار، و هم يمدون في الشعب الجائع السنتهم لغيظه وسيوفهم لإرهابه وإسكاته… 

كَمْ أَلف دبّابةٍ والجُندُ تَقْدُمُها// صَفّاً من النَملِ يحمي صَفَّ أفيالِ

كَأنّها كلّما صَرَّتْ جَنازِرُها// والغاز يَحجُبُها أسرابُ أغوالِ

عّرَّفَها الناسُ ما أحجامُ أرجُلِهِمْ//لمّا عَلَوْها جَهاراً في الضُحى العالي

لم يعد المواطن يلفت انتباهه تسريب تلك الوثيقة و لا توقف ذلك المشروع بعد نهب تمويله، و لم يعد ضوء طموحه  يمتد لأبعد من توفير خبزه اليومي و هو العاجز عن اللحاق بمظلة الإقلاع المحلقة بالأسعار و المتخذة من " الهيدروجين الأخضر" أو الياقوت الأحمر شرطا مستحيلا للهبوط، و تستمر انشوطة الوهم بدحرجة مستقبل بلد كامل بحاضره و ماضيه و مستقبله الغائم الغائر، فيما تلاحق مصيدة التنكيل و التكميم  كل حر نطق بالحق و ثار غضبه في وجه عاصفة التدمير الممنهج و الظلم المتعمد، لكن إن سكت البعض زاد ذلك حناجر البعض صلابة و قوة… 

نحنُ الذينَ مشينا للجيوش وقد//مَشَتْ لنا مَشْيَ أهوالٍ لأهوالِ

بلا سلاحِ سوى حبرٍ على ورقٍ//ولا دُروعٍ سوى خَلٍّ على شالِ

يَرمي الفتى نفسهُ فوقَ الجنودِ بما//في الصَدرِ من كَرَمٍ مُحْيٍ وقَتَّالِ

و هذا الزهو و الغرور و الدوس على كرامتنا كشعب، و استهداف رموزنا و أبنائنا البناة الشجعان و تصفية أصوات الأحرار قنصا في الساحات العامة كخونة للوطن، سيحك فانوس صبر الشعب على مهل و يخرج مارد الدمار على غفلة،  سنكون   أول ضحاياه فنحن مسرح اللدغة  و الضربة.. 

هذي الميادينُ فيما بيننا حَكم // وسوفَ يدري الأعادي أيُّنا الجالي
……. 

قد يلحقُ الذُلُّ غَلّاباً بلا شَرَفٍ// والنصرُ يُهدى لمغلوبينَ أبطالِ

———————— 
إعادة نشر