ارتفعت الأصوات في العاصمة الاقتصادية نواذيبو متسائلة عن مصير السمك الاستهلاكي في المدينة ، وغلاء أسعار اللحوم مما اضطر البعض إلى الاعتماد على الدجاج في مدينة البحر والسمك بموريتانيا.
وتجاوزت أسعار السمك (كربين) أسعار اللحوم حيث يبلغ سعرها 3500 أوقية قديمة في ظل سؤال المواطنين عن السمك؟ وعجزهم عن شراءه بفعل عدم توفره رغم كونهم يعيشون على شواطئ البحر.
مفارقة غريبة…
يقول الناشط الجموعوي منصور بيدها اعتبر أن المفارقة الغريبة تكمن في أن مدينة نواذيبو التي يفترض أن تكون سلتها الغذائية من البحر لكنها اليوم باتت مضطرة إلى الاعتماد على الدجاج المستورد حسب قوله،
وأضاف ولد بيداها في تصريحات ل”المؤشر” أن الحديث عن مغادرة السنغاليين هي سبب ندرة الأسماك الاستهلاكية تبرير غير مقنع فكيف يعقل وجود شركة صناعة السفن ومعاهد تكوينية ومع ذلك نعجز عن توفير يد عاملة مؤهلة؟ ، منبها إلى أن السبب هو غياب استراتيجية مقنعة وصادقة من شانها توفير البديل مشيرا الى أن قدرة الموريتانيين على التأقلم مع صيد الأخطبوط فلن يعجزوا عن اصطياد السمك الاستهلاكي؟
واتهم الناشط الجموعوي شركات دقيق السمك بالعمل على استنزاف الثروة السمكية في الوقت الذي ترتفع أصوات المواطنين متسائلة عنه ، مشيرا إلى أن حقيقة الأمر أن نواذيبو أسهل الحصول فيه على الدجاج من السمك بفعل ما سماه بنهب الأساطيل الأجنبية للثروة السمكية إضافة إلى آلاف الزوارق ومايقومون به من رمي النفايات في البحر حسب قوله.
أسبقية للأجانب …
بدوره العامل في تصدير السمك سيد محمد صيكه اعتبر أن السمك غير متوفر في نواذيبو ولا نواكشوط وأسعاره غالية ولم يعرف السبب وما اذا كان بفعل اتفاقية هوندونغ وشركات الأتراك ؟ أو البواخر ؟ منبها إلى أن الأسماك التي يتم تفريغها يتم مباشرة تصديره إلى السنغال ومالي والمغرب والاتحاد الأوروبي ويبقى المواطن لم يجد سمكة حسب تعبيره.
وأشار المستثمر في حديث ل”المؤشر” إلى سعر الكوريين 3700 قديمة وسعر “بأي بوي”ي600 قديمة في الوقت الذي يعجز الكثير عن شراءها ، منبها إلى أنه كمصدر يجد صعوبة بفعل غلاء أسعاره وندرته بشكل كبير داعيا الى العمل من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة.
تسويق في أعالي البحر…
بدوره العامل في مجال السمك محمد الشيخ وصف ما يحدث من عدم توفر السمك بأنه يعود في الأساس إلى أن بعض البواخر تصطاد من البحر وعن طريقه أيضا تقوم ببيع منتوجها في أعالي البحار، وبالتالي لا يصل السمك إلى اليابسة وأن وصل تستحوذ عليه الشركات ويبقى صغار تجار السمك دون استفادة حسب قوله.
وأعرب ولد الشيخ عن إعجابه بحملات النظافة لواجهات المؤسسات والموانئ لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار إيجاد بدائل لمن كانوا يعملون في محيطها وأن لا يتم طردهم دون توفير بديل فذلك ليس منصفا كما حدث قبالة ميناء خليج الراحة.
بدوره المواطن كريم عثمان وصف الوضعية الحالية بخصوص السمك بكونها نتيجة المضاربات وغياب التنظيم من قبل الوزارة ، منبها إلى أن التحديات البيئية و ضعف الرقابة البحرية من الاسباب في ندرة السمك إضافة إلى طحن السمك من قبل مصانع الدقيق داعيا إلى توجيه كميات من السمك إلى السوق المحلي في نواذيبو بغية تأمين حاجات المواطنين منه.