بنشاب : لقد كنت من الذين فهموا - بدراية ووعي - حجم المؤامرة التي حاقت بكم، ومن الذين فهموا موقفكم النبيل والمشرف في مواجهتها والصمود أمام زحفها الهائج بكل عدته وعتاده، زادهم فيها زمر التملق والنفاق، وتسخير إمكانيات الدولة بجميع أجهزتها وسلطاتها التنفيذية والتشريعية، وعتادكم فيها الصبر والقناعة والإيمان بدولة القانون والحق والمساواة، والحرص على سلامة الوطن ووضعه على السكة الصحيحة في طريق دشنتم ملامحه بجدارة واقتدار...
أوصيكم - واتطاول لأقولها - بالصبر والثبات على الحق، تظفروا بإحدى الحسنيين لا محالة، ولا تعبأوا بالغوغائيين والانتهازيين، فدأبهم التملق والتقلب، واجتهدوا في مواجهتكم ما وسعكم الاجتهاد، فللمعارك وسائلها وأنتم أدرى بذلك، وأعلموا أن الأخيار والطيبين من هذا الوطن معكم، وأن رصيدكم الجماهيري في تزايد وتنامي، وتمثل قول جدك علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
فإِن تسألني كيف أنتَ فإِنني * صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة * فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ