بنشاب : رغم تكرمنا منذ شهر بالهدوء على النظام، كأنصار للرئيس السابق، لم يستغل أنصار النظام الحالي تلك الفرصة لمحاولة تسويق الحصيلة الصفرية لنظامهم، و لو أنهم حاولوا ما كانوا ليجدوا إنجازات تصلح للسبغ و التنميق و النفخ، إلا إذا كانت عمليات الحفر التي تستمر منذ عام في أماكن تشييد الجسور في نواكشوط، و الواقع أنهم لو استخدموا فيها الكنس بريش النعام لكانت أنجزت منذ أشهر، وذلك أن الجهات الحكومية الوصية عليها أخذت أكثر من وقتها المحدد و لم تقم بعد مترا واحدا فوق ولا تحت سطح الأرض!
وفي الوقت الذي اتهمنا المنافقون بالجهوية والقبلية، أيام سجن الرئيس السابق عندما نددنا بالتضييق الممارس عليه و التحرش بشقيقاته و بناته أثناء التفتيش المهين عند زيارته، برزت الآن الصوتيات المستفزة التي تترجم جهوية وقبلية النظام الحالي، و لم نسمع عن بيان من الداخلية يندد و يهدد مروجيها، و لم تتحرك الجهات الرسمية لمعاقبة أصحابها و لا لتطبيق القوانين التي تجرم إشاعة الخطاب العنصري و القبلي، مما يعني دعم الدولة لأصحاب تلك الصوتيات و استخدامها لهم كأدوات لترهيب وقمع الشعب وترهيب المواطنين.
ومازال الوطن يواجه موجات الجفاف العاتية، و حملات النهب الجماعية، في الوقت الذي يجلس الرئيس المنتخب على مكتبه مشمع القرارات، يعرب عن استياءه من أداء الحكومة، و يتحدث عن خروقات كبيرة شابت بعض البرامج و الميزانيات، يقيل المفسدين ليعين مكانهم مفسدين أكثر فسادا، يقصي الشباب من تعييناته و يسيج مسابقات الاكتتاب التي تعلن عنها المؤسسات _منذ انتخابه_ بشروط تعجيزية تحرم الشاب من مجرد التقدم للمسابقة، و في الأخير يتعهد بتنفيذ تعهداته التي لم تبرح الورق الانتخابي و لم يأذن الله لها بعد بالتجسد على أرض الواقع.
و المؤسف أكثر من كل ذلك، أننا نعيش ظروفا معيشية صعبة للغاية: ارتفاع الأسعار و البطالة و تردي الخدمات العمومية، و لا تدعنا شياطين المطبلين في حالنا، إن سكتنا استفزونا بحماقاتهم و جهويتهم وقبليتهم المقيتة، و إن عبرنا عن آراءنا و ضعنا النظام في مرمى سهام استهدافه و تضييقه وظلمه، لكن الحقيقة أبهى و أبقى و منذ استلام هذا النظام للحكم و هي تصرخ بفشل برامجه و ضعف مواجهته لأخطار المرحلة.