بنشاب : بينما ننعم بدفئ منازلنا و نتمتع بحرية التنقل دون مضايقة، نستقبل أقرباءنا و أصدقاءنا، نمتلك حق استجلاب العمال لاصلاح الأعطال التقنية بمنازلنا، تأتي الأنباء المخيبة للآمال من منزل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لتنقل لنا صورة عجيبة! صيغت في ظروف غاية في الغرابة، حيث تم تحويل منزل عائلي إلى سجن جماعي لأسرة واحدة، و حيث كذلك حرف حكم قضائي بالحرية تحت الرقابة المشددة إلى حبس تحكمي في ظروف مخالفة لكل النظم و القوانين التي عرفتها البشرية في العصر الحديث.
وكم هو محبط ورود مثل هذه الأنباء التي تفيد بمنع زوجة الرجل من استقبال زوارها في منزلها، ومنعها من جلب عامل لاصلاح عطب طارئ في المنزل، بالإضافة إلى التدقيق و التفتيش الذي تتعرض له بناتهم على باب منزل والدهم، لدرجة الزامهن بتقديم بطاقات تعريفهن و انتظار التأكد من مطابقة وجوههن للصور، وذلك كلما خرجت إحداهن حتى إذا كانت قصدت الدكان المجاور للمنزل و همت بالعودة إلى منزل والديها!
أتمنى أن تصل هذه المعلومات بطريقة صحيحة إلى فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني في الوقت المناسب، لأنني أشك في إطلاعه على حقيقة المعاملة التي تتعرض لها حريم الرئيس السابق في بيتهن، و متأكدة من أن كل رجل تربى على الأصول في مجتمعات النخوة و المروءة، لن يرضى باستخدام النساء في حربه ضد رجل آخر، خاصة أن المعنيات بمثابة بناته و أخواته بحكم العشرة و سنوات الصداقة الطويلة.
لكن اللوبي الذي فجر الأزمة من العدم، باستطاعته تقديم معلومات مغلوطة إلى الرئيس ولد الغزواني عن الملف وطبيعة التعامل معه، ولا شك أن ولد الغزواني بعيدا عن كونه رئيسا للجمهورية لن يرضى بالتلاعب بالعدالة و القوانين وهو رئيس المجلس الأعلى للقضاء، فإن وجدت إكراهات سياسية تجبره كرئيس على ممارسة المضايقات الخارجة عن القانون على سلفه، فإن مسؤوليته القضائية كرجل قانون و ضابط متقاعد شاب رأسه في تقديس القوانين و تطبيقها، ولم نسمع عنه _للأمانة_ خلال توليه لقيادة الأركان أنه ظلم أو رفض التدخل لرفع الظلم عن أحد، هذا بالاضافة إلى مسؤوليته كرئيس للمجلس الأعلى للقضاء، عوامل تمنعه وتلجمه أخلاقياتها عن عدم التدخل لإحقاق الحق و رفع الظلم، فإما أن يقدم الرجل لمحاكمة عادلة وعاجلة، أو أن يرفع عنه ظلم الاستهداف الممارس عليه وحده دون بقية المتهمين.
و إنما صدقناك النصح عن حسن نية يا فخامة الرئيس، رغم ما لحقنا من ضرر بسبب وشايات غربان المنافقين الذين يحومون حولك، كما حاموا حول كل من جلس على كرسي الحكم، إلا أنك لن تجد غيرنا يقف معك ويرفض أن يمارس عليك الظلم، في اليوم الذي ستحتاج فيه إلى أصدقاء ومناصرين صادقين، تماما كما نقف اليوم مع ولد عبد العزيز وقد تعرض بعضنا للتهميش و الاقصاء وحتى السجن في فترة حكمه، لكننا نرفض شخصنة الأمور لذلك وقفنا إلى جانبه، لأن القناعة وحدها ما يدفعنا.