بنشاب: ظهرت فقاعات إعلانية منذ نقل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى المستشفى تتحدث عن اهتمام الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني بمتابعة تفاصيل وتطور حالته الصحية، ثم أطلقت أخرى مساء أمس تفيد بعزيمة الرئيس الحالي عيادة سلفه و رفيقه السابق، ولم تكد تلامس الفقاعتان السالفتان أرض الاضمحلال حتى بزغت أخرى تسوق صدور أمر قضائي يتضمن نقل الرئيس السابق للعلاج في الخارج، و كان الطبالون يصيحون في كل مرة و يصفقون و يهتزون رعشا، سكارى من إنسانية صاحب الفخامة و كرمه و جوده، ثم ذابت فقاعات التخدير بين غيوم التعهدات السابقة و الشعارات التي ظلت تتكاثر كحقل بكتيريا في ضرس حمار منذ الحملة الانتخابية الماضية وحتى اليوم، بدون أن تتحقق منها أبسط نسبة مئوية و ظل شعار هذا الحكم: مليونية الشعارات و صفرية الانجازات.
و مع أننا زارنا الأمل قليلا و افترضنا أن فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني قد يكون فعلا اهتم بحالة صديقه السابق و صاحب الفضل الأول في جلوسه على كرسي الحكم، وأن قرصة الضمير قد أخرجته من سبات أهازيج إفك المنافقين، لكن الواقع أبى إلا أن يصفعنا بوميض الحقائق و ندرك أن ولد الغزواني كان على علم قطعا بمواعيد الرئيس السابق الطبية و كان على علم بكل الطلبات التي وجهها للقضاء بالسماح له بإجراء علاجه الدوري و على علم كذلك برفض كل طلباته، و لا شك أنه على علم بالظروف المزرية التي حشر فيها _رفيق السلاح_ داخل زنزانته طوال أشهرِ سجنه التعسفي ومنعه من التعرض للشمس و من ممارسة الرياضة… لقد كان الرئيس على علم بكل ذلك و إن لم يكن بأمر مباشر منه فقد سمح به، فكيف تلين سذاجتنا و توحي لنا بأنه مهتم بنتيجة، عملَ بكل قوته و سخر كامل سلطته طوال ستة أشهر على إيصال صحة الرجل إليها!
لقد عمل ولد الغزواني و نظامه على إمراض الرئيس السابق بواسطة الظروف الكارثية التي وضعوه فيها وهم على علم بحالته وسوابقه الصحية و بعمره و باحتياجاته الجسمية والنفسية.. رغم سماحهم لبقية كل من شملهم الملف الملفق بالتمتع بكامل حريتهم..
ما يعزز تلك الفرضية هو ردود أفعال الأشخاص المقربين من ولد الغزواني و بعض أقاربه الذين شنوا هجوما لئيما على ولد عبد العزيز في المجموعات العامة على واتساب ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا وهو طريح سرير المرض في زنزانة الظلم و تصفية الحسابات الشخصية، وما كنا نظن أبدا أن ينتج ذلك الوسط الطيب كماً من اللؤم بهذا المستوى! ومع أنهم لئام لا يمثلون إلا أنفسهم فإنهم يمثلون خسارة لمجتمعهم و بقعة سواد في التاريخ الناصع لأجدادهم !
إن حقيقة ما يجري وحسب كل المعطيات التي بدأت بتسويق شعارات كاذبة لتخدير الرأي العام مرورا بحجب نتائج فحوصات الرئيس السابق عن أسرته وذويه انتهاء بعدم تقديم توضيح من السلطات المعنية للرأي العام حول حقيقة الوضعية الصحية للرجل تحيلنا بأسف شديد إلى فرضية محاولة مكشوفة لتصفية الرجل جسديا عبر المماطلة و تركه فريسة للمرض دون منحه حقه القانوني و الانساني و الشرعي والأخلاقي في الحصول على علاج مناسب في الوقت المناسب خارج البلد نظرا للتعقيدات المرضية التي طبعت سوابقه الصحية.
و يتحمل شخص الرئيس محمد ولد الغزواني ونظامه كامل المسؤولية عن سلامة فخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز و عن كل تأخير في علاجه قد يعرض حياته للخطر.