مشكلتنا في البلاد العربية، أننا للأسف لا نستفيد من المحن و المآسي التي تمر بنا، و كثيرا ما ننسى كل شيء ..
الإرهاب مثل "الكرة" يتدحرج و ينمو في البيئات المتخلفة، و لكنه لا ينتشر إلا في أوقات الأزمات. و من يستفيد من الأزمات هو صنو الإرهاب المتخفي بيننا و الذي ترتبط مصالحه المباشرة و غير المباشرة بالإرهاب؛ و أعني ب"صنوه" بعض السياسيين و الأشخاص المحتملين أو الضالعين في الجريمة العابرة للحدود.
كانت إفريقيا في الماضي، الحظيرة الخلفية للإستعمار الأوروبي، أما اليوم فقد أصبحت ساحة مفتوحة للصراع على المصالح و قاعدة محتملة لمجموعات العنف المسلح.
بيئة إفريقيا صالحة للإرهاب و فوق ذلك هي القارة الوحيدة التي ابتلاها الله بحكومات لا تتقن إلا الفشل أو الحروب مع استثناءات قليلة.
و من المحزن ان هذه القارة لم تكد تخرج من عباءة الإستعمار العسكري الفعلي، حتى دخلت في ألاعيبه السياسية و العسكرية المدمرة تحت عناوين الديمقراطية و حقوق الإنسان و توشك اليوم ان تدخل في مساق التوتر الدائم و الحروب المتنقلة.
و هنا من واجبنا كنخب تقرأ و تحلل الأحداث، أن ننبه صانعي القرار إلى خطورة المرحلة الحالية، ليس فقط بالنسبة لما تمثله الضغوط و االإملاءات التي أصبحت تفرض على الحكومات، بل و كذلك بسبب المخاطر الامنية المتزايدة نتيجة انتشار السلاح و الجريمة لكونهما بمثلان تهديدا وجوديا على بقاء الدول في هذا العصر.
إن سقوط دولة داعش في العراق و تقهقر مشروعها في سوريا ، هو ما دفع التنظيم الإرهابي من بين أمور أخرى إلى ان يتجه إلى إفريقيا و هو الآن يعزز قواعده في جميع دول القارة.
إلا أن الأخطر من كل ذلك هو "العدو المستتر" أو صنوه الذي يعيش بيننا و يقوم مقامه في إشعال و تاجيج الأزمات و المستعد دوما للقيام بأدوار ناعمة و غير متوقعة لكنها في النهاية تخدم الإرهاب.