بنشاب: ليكتمل تجلي الفشل كتب الله على هذا النظام قدرا قاسيا، يخرب بنيانه بيديه وأيدي المنافقين، يتفنن في النكوص و الشقلبة إلى السفوح، تتلبسه روح العجز ترديه صريعا بعد نوبة اختلاج وتبذير و فساد.
بسيزيفية يعيد محو نقش كل الآمال المعلقة على مرآة تعهداته الخادعة، ثم يأتي بعهود غيرها تُرسم بضباب الوهم في سماء الإقلاع، تسوقها رياح النفاق إلى بلد ميت فتنبت رمادا هبةً للخذلان و الشقاق..
لعنة أصابت وطننا الغالي بعد عصور البركة و بث العلم في صدور الرجال و إذاعة صيت المعرفة في كل أصقاع العالم على مر أزمنة التاريخ..
هزلنا حتى وقفنا على باب الذل لنشهد على تسويق فائض الفشل إلى العالم في المعارض الدولية.. هُزمنا حتى اتخذ من علم تكريم الشهداء و تخليد ذكرى المقاومة الثقافية و العسكرية ستارا لمسرح السقوط الأخلاقي و الرداءة الثقافية..
تهزمت صورة الوطن حتى اختزل بلد المليون شاعر و المليون محظرة و ثلاثة ملايين عفيفة وشريفة و المليون مثقف و المليون مناضل في بقعة زيت على رداء الشرف..
سقطت أخيرا يافطة الأخلاق و التربية وتشقق طلاء النبل الذي صبغ به النظام أظافر بأسه وأعمى بريقه القلوب التي في الصدور..
اضمحلت أحلام العناية الخاصة التي يوليها الرئيس للثقافة و القيم و تقدير الكفاءات و إنزال أهل الفضل منازلهم…
كيف تطمعون بما لم تحظَ به الجمهورية الاسلامية الموريتانية من مكانة و تقدير و تقديس؟ لا ثقافة و لا أخلاق و لا قيم أعلى كعبا لدينا من الوطن الذي استبيحت هيبته و سمعته أمام عيون العالم و ضحي به لإرضاء سكان أرصفة العوالم السفلى و الكائنات الليلية!
أسفي على وطني و على شخصيات ثقافية مرموقة تم استغلالها والتغرير بها لتمرير فضيحة القرن كالمهندس محمدو ولد صلاحي الذي لم يشركوه في التحضير و لم يستعينوا به لإنقاذ سمعة وطنه الذي جار عليه كثيرا و احتفظ رغم ذلك بحبه والإخلاص له في قلبه الناصح الناصع الشفاف.. كما الفنانة الشابة بثينة عماد الدبش التي استغلت كواجهة فنية رغم عدم تقديرهم لمكانتها الثقافية التليدة، جعلوا منهم جسر هوامش لتمرير فضائحهم و أعمدة إضاءة لجذب الذباب عن جثة سقوطهم المنحلة المتحللة..
لن نلوم المديرة الشابة التي يحاولون تقديمها كأضحية كالعادة فحدث بهذا الحجم و بتلك الأهمية يستحيل تركهم الإشراف عليه و الاطلاع على مسودات اقتراحاته لمديرة، لذلك تتحمل الحكومة و النظام بكامله دون استثناء أوزار هذا العار.
استمروا في سبيلكم فالهاوية تتسع لجمعكم و تجمعكم وإجماعكم.