بنشاب: على طاولة الظمأ الأخير ، نهاية كل أسبوع تقيم حكومتنا الموقرة مؤتمرا صحفيا؛ يحتسي الناطق باسمها في بدايته صخب الريح الجافة؛ ويحترق في نهايته دخان وهم ، تتلقفه نخب التزلف لتنفثه سراب انجاز يُحسب لنظام حاد عن السكة وضيّع الأمانة وضل الطريق .. فترقص هياكل فارغة تأكل الموت و تهتف بالبقاء !
ومع ذلك فإن سياسة التضليل والكذب والبهتان قد تصنع أقدامًا من الوهم؛ لكنها أقدام لن تتمكن أبدا من صعود جبال اليقين ..
اليقين يقول وبالفم المليان إنّ تسوية الديون الكويتية قد تمّ التوقيع عليها أيام وزير المالية المختار ول اجاي إبان عشرية "النهب والتخريب" ، عشرية ستظل انجازاتها تحاصركم غصبا عنكم؛ وسيبقى قائدها حاضرا بقوة في المشهد السياسي رغم سجنه التعسفي ، وسيظل لفترة طويلة أقوى رجل حكم هذه البلاد على مر تاريخها والأكثر إنجازا على كل الصعد رغم حملة التشويه والشيطنة والاستهداف الممنهج ، فإعادة بناء الجيش و تنظيم الأوراق المدنية وحدهما؛ بعد خمسين سنة من الاستقلال؛ كافية لجعل الرجل مميزا بين رؤساء البلد ..
خاصة بعدما تنازل عن الحكم طواعية؛ دون انتظار بيان أول و دون أن يكون حاكما لمرحلة انتقالية؛ مؤمنا بأنه أنجز ما أمكنه ولغيره من أبناء البلد الحق في إضافة لمساتهم ..
فماذا قدمتم ؟
سنتان من الكذب والتلفيق والفساد وصفقات التراضي والزبونية والمحاباة وانتشار الجريمة و القتل وترويع الآمنين في بيوتهم.. سنتان من القمع وتكميم الأفواه واختطاف الناس والتضييق على المدونين وأصحاب الرأي .. سنتان من التدمير الممنهج للبنى التحتية في الطاقة والمياه عادت فيهما البلاد إلى عهود الظلام والعطش وحظر التجوال .. سنتان من غلاء الأسعار وتفشي البطالة تحت وطأة جائحة لا ترحم ، وسقف انجازات بمستوى "امغاسل كوتشو وجافل" ومشاريع على غرار اقناع المواطنين بأكل السمك و"مدينة انواكشوط ذكية" !!!!
اصبروا وصابروا وكابروا ...عزيز باق ويتمدد في حاضر هذا البلد ومستقبله - ما أراد ذلك - و مرحلة حكمه فصول كاملة نقشت وسُطرت في تاريخه يستحيل أن تمحى أو تندثر .