بنشاب: ولد الرايس ؛ يحب القوي لِحدِّ أن يكون ملكيا أكثر من الملك ؛ ويهاجم نفس القوي إن ضعف لِظلم تعرض له ، بل ولمرض ألمّ به أو بغيره : فقد كان يُنظِّر للمأمورية الثالثة للرئيس السابق دون علمه بل رغما عنه ؛ وهو الآن من أشد الناس عليه ؛ وقد قدَّم ولد لوليد شكوى ضده منذ أشهر وجدَّ فيها ، بل انزاح عن قيادة حزب الرباط لِيتفرغ لها ؛ ولم نسمع له ركزا ! وما إن أصابت سعدا وعكة صحية حتى ظهر بالصوت والصورة يُبرق ويرعد ؛ يهدد ويتوعد ، مع ( تمنيه للشفاء العاجل للأخير ) ؛ فهو أطيب من يعرض حُسن نواياه حين يعرضها !!
أما المؤتمر الصحفي للفيف يقوده هو فقد أسمعنا فيه العجب : متعاقد يعطي التعليمات ؛ يُشهد له في بداية المؤتمر ويُزكى في نهايته ؛ تكلم عن أشياء بإسهاب وأخرى بعُجالة ، وصَمت عن أشياء صمت القبور ، كَصَمْتِ ( الصحافة الدولية ) التي ذُكِرتْ ولم تُرَ ولم تنطق ! يَطْرَحُ الأسئلة على الطرف الآخر ويُوَّجه بعض ما يوجه إليه منها للخصوم تارة وللنيابة تاره ، يَدّعي فيه التقوى والصدق والأمانة ويتمناها ويرجوها لغيره ؛ يدخل ما لا يخصه حتى يخرج من بابه الخلفي لِغرض ؛ ثم يعمل بحديث من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه لأغراض ؛ ويتكتم بحزم مرة ويُفصِّل بسذاجة مرات ، يؤمن ببعض القانون ويكفر ببعض ؛ ( مَا ايْشِيلو أََمرْزِي ) في كل الأدوار !!
مُفوّه على أبواب التقاعد خبرةً ، تَكَلّفَ حد الاعياء ولم يُقنع لا أول ولا ثاني اثنين عن يمين وشمال !!
وبعد سجن من تحميه الماده 93 من الدستور وحده 50 يوما دون محاكمة وإخلاء سبيل 300 زيادة واحد تلو الآخر بل وتعيين بعضهم ممن لا يمكن للمسجون فعل شيئما دونهم إن كان فعله أو يُزعم ! وبعد تردد وتقهقر وتقدم وتأخر وبعد أن توارى الرؤوس وتَحَكّم الأذناب : حَكَمَ أشد الموالين لِأَظْلم نظام بفشل المؤتمر الوحيد الذي تجرأ عليه من لفيف الدولة أربعة خامسهم افضيلي !!