بنشاب: يحكي التاريخ أنه قبل مقتل الرئيس البوركينابي توماس سانكارا كان أصدقاؤه يحذّرونه من صديقه ابليز كومباوري لكنه لم يقتنع وكان يردد دائما (الأصدقاء لا يخونون)
بتاريخ 15 اكتوبر 1987 و وسط ذهول الجميع قاد ابليز كومباورى انقلابا دمويا قتل خلاله و في ظروف غامضة رفيق دربه و صديق طفولته توماس سانكارا ، مهندس الثورة الديموقراطية الشعبية و من كان يلقبه مناصروه بتشي جيفارا افريقيا. قال البوركنابيون يومها إنّ من خان صديقه سيخون حتما شعبه و بلده !
كانت البلاد قد شهدت في عهد سانكارا إصلاحات عديدة ، شملت مجال الاسكان و البنى التحتية و الرعاية الصحية و انشاء المصانع و مكافحة التصحر و وضع حد للأحياء الفقيرة .. فضلا عن مكافحة الفساد و محاكمة رموزه .
ما كاد كومباورى يستلم الحكم بعد مقتل سانكارا ، حتى شرع في التخلص من كل شيء يتعلق بصديقه ، فقام بتدمير الآثار المتعلقة بحكمه وأساء لسمعته ووضع عائلته تحت الإقامة الجبرية و أعاد المسؤولين الفاسدين إلى الحكم …
27 عاما من الفساد وهيمنة ثلة قليلة من الأشخاص على رقاب شعب بوركينافاسو ، كانت كافية لاندلاع ثورة "حفاة الأقدام" التي ستلتحق بها حركة "المكنسة الوطنية" التي بدأت اعتصاماتها وسط ساحة "الأمة" التي أعاد لها المعتصمون اسمها القديم "ساحة الثورة" الاسم الذي كانت تحمله في عهد توماس سانكارا ..
في منتصف يوم الجمعة 31 اكتوبر 2014 و بعد أقل من أسبوعين من ذكرى وصوله إلى الحكم و تحت الضغط الشعبي ، و حين قرّر التاريخ انتهاء صولة الجبناء ، غادر كومباورى البلاد متسللا من قصره هاربا ليعيش بقية حياته ذليلا شريدا تلاحقه لعنات الغدر ، عبثا يحاول فتق قميص الذل المرتوق !
و مع ذلك ، و إنصافا لكومباورى ، فإنه لم يكن جبانا مكتملا حين غدر بصديقه ، فَإِنْ كان طعنه من الخلف فقد فعل و صاحبه ممسك بالسلطة ، كان في الحقيقة نصف جبان !
Bechir Bayade