لماذا سجن الرئيس ؟ / سيدي عيلال

جمعة, 02/07/2021 - 12:00

سجنوه لأنه حطم القاعدة وكسر طوق احتكار الجمهورية الذي فرضته عينة واحدة توارثته  ولأنه حرر الأفواه ونزع تكميمها دون تخصيص وأتاح فرصة تقييم كل حقب الجمهورية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتقييم ما قبل الجمهورية ، منح للكل فرصة الاتهام بعد ان ظلت من المحظورات خاصة على قوم محددين وخلال حقبة تاريخية امتدت من مساء العيش الشحيح على الارض الجرز الى صبيحة إعلان نيته تجديد  الطبقة السياسية وهو الإعلان  المحاصر من لدن تلك الطبقة السياسية التي تنتقم اليوم منه لمجرد إعلانه عن نية تجديدها او تجديد ما تلف منها  ؛ فتح دائرة تمثيل شعب الجمهورية بعد ان وصلت فلول منه منهكة صباح التغيير وقدمت نفسها بنفسها على خشبة العرض الديمقراطي التعددي ومنح حق الدفاع الفطري وتصعيد مكنونات النفس المجروحة المحشورة المضطهدة والممنوعة من حق الانين بعد ان عذبت واستغلت واستخدمت لرفاه السادة ؛ وأوقف المجاملة واعترف بظلم الضحايا و ضعف تبرير الأخطاء و حارب احتكار القرار والرأي والمشورة وفتح كل أبواب التشارك والمشاركة وعمم الاستفادة من خير الوطن من خلال اعادة توزيع الثروة التي ظلت من نصيب اسر وجهات  تحكم احتكارها داخل دائرتها الضيقة ، واعترف بتقصير انظمة الجمهورية والمجتمع القبلي الجهوي ما قبل الجمهورية وكيف أن مؤسسة القوي أحلت لنفسها ما حرم ربها قبل مهزلة التأسيس وبعد استيراد الجمهورية الوطن الحديث من وراء البحار المظلمة ولم يكلف ركائزها أنفسهم عناء البحث عن تعميم المساواة بين اخوة العقيدة والأرض و العيش تماما كما لم يكلف جيل التأسيس المستورد أنفسهم عناء فرض قانون الجمهورية الإسلامية الوليدة من رحم السخاء الديكولي المسيحي الصائل والقاهر

ولأن تاريخ الأرض والوطن تم التلاعب بهما وفق ما يوافق أساليب كتّاب التاريخ الأدباء أراد الرئيس السجين ان يعزز اللحظات المضيئة من تاريخ الوطن فأعطى للمقاومة الوطنية المسلحة والثقافية ما تستحق وهو ما اثار حفيظة دعاة التأسيس المفصول عن جذوره المفتون بألياف ربطه الاستعماري الحاضر فعلا وواقعا رغم غيابه شكلا وظاهرا  

واليوم بتوقيع خيانة العهد والغدر بالأخلة والرفاق وبشكل معلن ودون ادنى مبرر او وازع  اخلاقي يتوهمون أنهم قادرون عليه وانهم ثبتوه أو اجلسوه القرفصاء كاما يحلو لهم وصفه تشفيا ونكاية وانتقام الجبناء ؛ ويريد العزيز جل في علاه ان يتم امرا كان مفعولا حتى يحشر الجنس الخبيث مع جنسه ويغرد الطير في سربه  ويكتمل رص صفوف الجنس الطيب خلف قائده الشجاع والحاسم والصريح