بنشاب: من الخاسر؟
سيدي الرئيس غزواني
لا مناص اليوم من بسط الحقيقة نصحا وإرشادا وهذا حقكم علينا.
إننا نعيش حربا عبثية، لا يخفى أن الخاسر الوحيد فيها هو أنتم أولا - سيدي الرئيس - ثم هذا الشعب ثانيا ...
أما الأطراف الأخرى فهي شخوص استثنائية الأدوار وموقتة الوجود
فالرئيس السابق عزيز، ليس له من الأمر شيء، إنما يدافع عن نفسه في حرب مفروضة عليه، ويدفع فيها فاتورة ثنائية المسرى: حرب لحجب المنجزات وتجاوزها بلفت النظر عنها، وحرب من المفسدين وأصحاب السوابق المالية والسياسية ومن جبلوا بطبيعتهم على النفاق والتملق ومردوا عليه ..
الطرف الثاني هم هؤلاء المفسدون الذين لا يعيشون إلا في الأجواء الموبوءة، فهي رزقهم ومعاشهم، ولكم - سيدي الرئيس - أن تلقوا نظرة سريعة على نمط الاستهلاك وتبذيره بإسراف وعشوائية، سواء في الهيئات التشريعية أو في الهيئات التنفيذية ...
ببساطة، سيدي الرئيس
الضحية في هذه الحرب الخاسرة أصلا والعبثية مراسا، هو الشعب الموريتاني، وهذا الوطن المغلوب على أمره من أغلب نخبه السياسية، ومن أجل ذلك تكون أنت - سيدي الرئيس - هو الخاسر الأول والأخير ...
خاسر في تعهداتك المعطلة بحرب عبثية.
وخاسر بتبديد ثروة وطنية في غير مصرفها.
وخاسر في الإقلاع بهذا البلد نحو النماء والاستقرار والتقدم، وأنت المسؤول عن ذلك والمتعهد به امام الله وأمام الشعب.
وأنت الخاسر، إذ تستبدل حلفاءك الصادقين معك ومع الوطن بالمحبطين والمفسدين وأنت تظن أنك تفعل خيرا وتبتغي رضوان الجميع ..
سيدي الرئيس
تدارك الوطن، فقد أصبح بحاجة إليك وإلى الخيرين من أبنائه البررة، وإلا يسبق السيف البدار ولات الساعة ساعة ندم! ...