بنشاب: قال صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) ...
جميل جدا أن تجتمع طبقتنا السياسية بمختلف متملقيها ومفسديها ومتطرفيها في كوكتيل غير متجانس ولا متفاعل، لا يجمعه إلا استهداف عزيز، وهذا من حظ عزيز الذي تسوقه العناية الإلهية ولو كره المبلسون ... ولا يجمعهم إلا الفساد والفساد المؤدلج الذي نهجوه ودافعوا عنه بإعادة تدويرهم في الوظائف لتأمين حمايتهم رغم ملفات الإدانة ومظاهر القرائن وثبوت الأدلة ...
كان من حظ عزيز أن يتفق هؤلاء على إدانته وتوجيه تهم الفساد إليه، ليتأكد الشعب وذوو النفوس الطيبة من عمق المؤامرة وخبثها، ومن بناء الخديعة وتنسيقها ...
وجميل جدا أن يتجاوز الحزب UPR المخطوف بقوة الدولة والمختطف بتحايل المتملقين، كل النظم القانونية والقضائية ليعلن حكما قضائيا لا يزال ملفه في مراحله الابتدائية، ليظهر في تحد سافر ومتهاو جوانب اللعبة السياسية الماكرة والتي بينت النخبة المحبطة أنها لا تجيد سواها ...
لكنها نسيت أن المكتسبات والانجازات لا يمكن تجاوزها إلا بهدمها وأن في هذا الوطن أغلبية صامتة صادقة بطبعها، بعيدة عن الإعلام وعن القرار وعن الفعل، لكن لا سلطان لأحد عليها وخصوصا ممن تعلمهم علم اليقين وتعلم فسادهم وإصرارهم على الفساد، وهي صاحبة القرار الأول والأخير وستقوله عاجلا أم آجلا ...
ومن حسن حظ عزيز أن يجتمع هذا الرهط من حركة الفساد والتملق وحركة الإخوان وحركة أفلام وحركة إيرا والمؤتفكة قلوبهم ..
رغم ذلك، لا ننسى من ضمهم المجلس من طيبين وقليل ما هم، وعلى رأي الكفاف:
لا تتقي العرب أوانيها
ولا تسلم من طعم أو ريح سهلا
إن حرق مراحل القضاء والتحقيق والتدقيق، هو خطوة غبية وموغلة في الغباوة، تنم عن ترصد وسبق إصرار، كنا نراود النفس عن تصوره ونتغابى عن خفيفه، وعن حيله، ونمني النفس بأمل نسلكه في قضاء صودرت أحكامه وكالة وأزلفت له أحكام بإيحاء يمجه منطق القانون وكرامة النفس وسلامة الطبع.
وما يؤسفني حقا، ليس مضايقة عزيز ولا إهانته، فتلك مهمة خلق لها الرجال وقرينة فاتورة يدفعونها مقابل مبادئهم، وأكثر من ذلك، ليس عزيز إلا جزئية من هذا الوطن، فحالته استثنائية ومنقطعة، إنما يؤسفني حقا، أن تتوقف مسيرة البناء والإنماء، بل والنكوص للوراء، تضحية بالشعب ومصالحه لكسب قضية ضد فرد، وهذه طبيعة المفسدين وعقيدتهم الراسخة في الفساد ...
لا أدري بأي منطق يقبل بناة الهدم والتدمير قتل مجتمع بأسره بتعطيل البناء ونهب الأموال ونشر ثقافة التفاق، مقابل تلفيق تهم على فرد، ابتغاء ححب منجزات ماثلة للعين المجردة، وابتغاء منع حق ممارسة السياسة كما بينت تسريبات بيادقهم ...
لكن، وكما قال فخامة الرئيس غزواني في أوقات الصفاء، إن ما قام به وما قدم من إنجاز عمل ستذكره الأجيال القادمة وستكتبه في سجلها التاريخي بحروف من ذهب لأن التاريخ لا يغدر ولا يخون ...