بنشاب: خارج كل التخندقات ، فإنني أتأمل في ما يجري من زاوية أخرى
لمذا محاكمة أحد أفضل أنظمة موريتاتيا ، النادرة ؟!
السؤال ليس موجها طبعا لمن خصومتهم تأتي من منطلق جهوي أو قبلي أو انتقامات شخصية !
هل هي رسالة للمستقبل ؟! مفادها يا من تصل إلى سدة الحكم في موريتاتيا ، لا تحاول الإصلاح الجذري ، لا تستعد أموال الشعب المطحون من رجال أعمال انتفخت اوداجهم من هذا المال ، لا تبعد لوبيات الفساد (مشيخات وأسر نافذة ) من قنوات ري المعدة و الجيب ، لا تقطع عنهم الماء والكهرباء بحجة أنهم لم يسددوا فواتيرها منذ الاستقلال ، لا تعمد إلى تمويل المشاريع من خزينة الدولة ، فتلك ملك لأولائك النافذين ، وأبحث عن المساعدات دوما ، ولذلك دع عنك الأحياء العشوائية على ماهي عليه ، فصورتها عبر الأقمار الصناعية مفيدة في اقناع الممولين وتدفق المساعدات ، ودع التابعين يتعودون العيش في أحياء تقنعهم دوما أننا الأفضل وأنهم مجرد حثالات من البشر ، يأتمرون بأوامرنا وينتهون بنواهينا ، لا تتألم لعطش سكان عاصمة بلد رغم مرور ستة عقود على استقلالها ، فنحن لا نتأثر بتلك الوضعية ، ومشروع آفطوط لا يهمنا في شيء ، سوى أنه سيساوي بيننا وبين التابعين ، فيستحمون كما نستحم بمياه الحنفيات مباشرة ، لا تخرج موريتاتيا من قائمة البلدان الأشد فقرا ، فذلك سيؤثر على موارد جيوبنا ، لاتنظم الحالة المدنية وتحرمنا من تلك الخلبطة التي تمثل الأرضية الخصبة للفوضى المستشرية والأساس الذي يمدها بالاستمرارية ، لا نريد شركة للطيران ولا مطارات ، يكفينا ، العنبار القديم ، فنحن نتلذذ بازعاج الطبقة الهشة بأزيز طائراته ، ونرتاح عندما يكون الخطر داهما على أرواحهم ، فبالنسبة لنا لا ارواح لهم لنحافظ عليها، لا توصل لهم الكهرباء في مناطقهم النائية ، دعنا نقنعهم دوما أن الطاقة من أشياء الجنة ولا يمكن الحصول عليها في دنياهم البائسة ، لا تربطنا معهم بالطرق المعبدة ، فيعرفون أن التواصل معنا ممكن ، فطالما أقنعناهم أننا لا نعيش عل الأرض مثلهم ، لا تهتم بماشيتهم ، لا تدخل عليهم مفاهيم جديدة كتحسين السلالات ، دعهم مقتنعون پأنهم دونيون في كل شيء حتى ماشيتهم كذلك ، أما أن تشعهرهم أنهم جزء من العالم الخارجي ، لهم الحق في استضافة قممه ، وأنهم يستطيعون استقبالهم وصياغة برنامج تلك القمم وأن نترأسها ، فذلك شوط في الجرم لم يسبقك إليه أحد ، وشوط آخر أشد فتكا هو إنشاء ساحات تنزه بالقرب من قصرنا الرمادي ، يصل إلى مسامعهم أنها ساحات حرية ، تلك الكلمة التي ستجعلنا ندفع الثمن غاليا ، وتجعل بقية انجازاتك الكثيرة مجرد تفاصيل صغيرة رغم أهميتها بالنسبة لحياتهم ، لمذا لا تكن كالأنظمة العسكرية التي سبقتك ،ألبسناها ثوب المدنية ، ومررنا بها أجندتنا ، وحملنا المؤسسة العسكرية في الأخير وزر المرحلة ، ودفعناها إلى تصحيح سيعيدها مجددا إلى نفس الوظيفة ، ونحملها مجددا وزر المرحلة ، هل تظن أنك ستنجو حتى وأنت ترفض الوقوع في الكمين برفضك لمؤمورية ثالثة ، ألا تعلم أن البرلمانيين هم مجرد جنود خفيين لنا نمرر بهم ونشرعن بهم ما نشاء ، ألا تعرف أن صديقك المقرب ، أذعن لنا كما اذعن كل العسكريين الذين حكموا البلاد من قبلكما ، وأن مصيره قد لا يكون أفضل منهم ، ألا تعرف أن محاسبة نظامكم ستكون درسا لكل من ينتهج الإصلاح في هذه البقعة من الأرض المغضوب عليها والمحكومة من الضالين؟!
سيد أحمد عليوا