بنشاب : عام الإنهيار عام مدمر على جميع الجبهات سواء منها التعليمية او الاقتصادية او الصحية او السياسية، السبب ليس واحدا.
نعم تلعب جائحة كورونا السبب الأول لكن سبب آخر كان أخطر و أكثر فتكا، و هو تراجع منظومة القيم الأخلاقية التي تتحكم في الانسان، و الحريات العامة، و الخدمات التي تقدمها الدولة و التي كان من المفروض ان تكون في مستوى التحدي، على جميع الأصعدة...فكيف بدأ الإنهيار..؟؟؟
بدأ الانهيار بما عرف ب(أزمة المرجعية) و استهداف للمكاسب السياسية، و الإرث الديمقراطي الذي تحقق في عهد النظام السابق و كذا انشاء لجنة تحقيق برلمانية(من معارضين لشخص الرئيس السابق) و تم استهدافها لبعض الرموز في النظام السابق و المطالبة بتحقيقات في صفقات سابقة (سيتم التراجع عنها لاحقا)، و تم استهداف الرئيس السابق و اسرته و المقربين منه و من حاضنته الإجتماعية، فتم القفز على (الدستور و القانون) و المادة 93من الدستور في خرق سافر و استهداف ممنهج و مباشر لشخص الرئيس السابق :
تم سحب بساط الحزب (هو من أسسه)من تحته في خرق قانوني واضح باسم مرجعية زائفة لا اساس قانوني لها... و منع من حقه في ممارسة السياسة و اغلاق لمقرات حزبية محسوبة عليه، و استدعاؤه، و توقيفه و حتى الحد من حركته و افراد من أسرته باسم تحقيق لم يسفر حتى الساعة عن اي نتائج تدينه شخصيا و لا أحدا ممن تم التحقيق معهم في تملق واضح من أشخاص في مراكز سامية بالنظام و أخرى في مراكز امنية ذات نفوذ و القالب العام لكل هذا يصب في قناة واحدة اتضحت ملامحها من الوهلة الاولى و هي (الإنتقام)...تخبط في تخبط و بداية للانهيار...
ثم جاءت الجائحة، الفيروس التاجي او كويد19 او كورونا فظهر تدني الخدمات لمساعدة المواطن في تجاوز المحنة الاقتصادية بسبب هذه الجائحة و ما سببته من إغلاق كلي و جزئي للحدود،(البرية و الجوية و البحرية) و بين المدن و كذا الاجراءات الاحترازية و حظر التجوال للحد من انتشار الفيروس و التي القت بثقلها مجتمعة على كاهل هذا المواطن المسكين من عمال في مهن تستدعي الحركة الدائمة و في اوقات متأخرة :
بائعات الكسكس، الخضارين و بائعي الفواكه، و غيرهم الكثير....مساعدات خجولة و في اغلبها لم تصل في وقتها و لا لأصحابها المستهدفين منها، و من يدري اي طريق سلكته؟؟؟...
ثم بدأت الإحتجاجات على هذه الأوضاع مجتمعة، و بدأ التراجع في الحريات، عموما و حقوق الانسان...
فكانت البداية باستهداف المدونين و الصحفيين و الناشطين من المجتمع المدني : اعتقالات تكميم افواه، سحل و ضرب بالهراوات وصل صداه منظمات حقوقية وطنية(لم تحرك ساكنا) و دولية (لا نفوذ لها) لعوامل عدم الشفافية و الكيل بمكيالين حسب الدول و ما تقدمه من تنازلات لصالح هيئات دولية اقتصادية و تسهيل نهب ثروات و خيرات بلدانها و نظامنا سخي في تنازلاتها مقابل الحفاظ على الكرسي، و النهب...فكان الإنهيار...
هذه سنة 2020، فهل جنت علينا ام الجائحة ام هذا ما جنيناه على أنفسنا بأنفسنا، نأمل خيرا، مع سنة 2021و نتمنى ان تكون فاتحة خير على هذا الشعب فيرتفع الوباء و تتحسن الظروف الاقتصادية و تتطور حقوق الإنسان و يستفيق النظام من سباته و يكون في مستوى التحديات...و يرتفع البناء بدل استمرار الانهيار...
نعم فلا يزال الكل قارعة الطريق، و النظام يبدو انه لايزال في غفلة، او لم ينتبه للطريق بعد، او بكل بساطة لم تنطلق سفينته، و لا اقلعت طائرته..... فماذا بعد سنة كهذه غير الإنهيار!!!؟؟؟؟
و كل عام و بلادنا و شعبها بألف خير....