بنايات بلوكات .. آل محمود باه:
كما أردد دائما أن الحديث عن بلوكات "حديث شجون" وكما يقول المثل "كل أرض عند أهلها شام" كيف وهي أول وطن فتحت عليه عيني وعشت فيه فترة الطفولة كلها والشباب وعرفت فيها أناسا طيبين رجالا ونساء وأطفالا، خصوصا وأننا الآن نفتقد تلك الطيبة وتلك العلاقة البريئة التي لا تقوم على مصالح شخصية، بل جيرة مشتركة تقوم على الإحترام وحسن الحوار والحب والتقدير.
وعند ذكر بلوكات لا بد أن أتوقف عند أسرة "آل الحاج محمود باه"، تلك الأسرة النبيلة التي كانت أول أسرة أعرفها بحكم التصاق منزلينا، ويعتبر المرحوم الحاج محمود باه من رواد الإصلاح في إفريقيا الغرببة، حيث ساهم في نشر الإسلام واللغة العربية في تلك الربوع بتأسيسه لإحدى أهم المدارس العربية والعلمية في العالم الإسلامي، ألا و هي "مدارس الفلاح.
كان الطفل آنذاك أبوبكر، أول طفل أتعرف عليه من خارج محيط الأسرة ثم اشتركت معه بعد ذلك مقاعد الدراسة في المدرسة 7 هو وأختيه "سعادو وجانغا". كان أخوهم الكبير عمر باه القيادي حاليا في حزب تواصل يدرس في الكويت - عرفت ذلك فيما بعد - وكانوا لبراءة الأطفال حين تحلق طائرة فوق المنازل يبتهجون ويغنون وهم يصفقون: عمر باه عمر باه، ظناً منهم أن كل طائرة تقل أخاهم.
أسرة الحاج محمود باه نموذج للأسرة المسلمة الملتزمة. كان والدهم يمتلك مكتبة كبيرة تحوى شتى أنواع المعرفة، وكان له مصلى أمام منزله يصلي فيه بمن حضر لقلة المساجد في العاصمة. كان هو نفسه يؤم أهل الحي في صلاة التراويح ونادرا ما يحدثك بغير العربية.
إنتقلت أسرة الحاج محمود باه في مطلع السبعينيات إلى مدينة G، ولكنني بقيت على اتصال بهم بحكم قربهم من المدرسة 7 وزمالتي لأبنائهم فيها. لكن التواصل معهم توقف في الثمانينات. وأول إتصال بهم بعد ذلك كان في إحدى سنوات التسعينات حين التقيت بالوالدة كمبا، فلما تعرفت علي خاطبتي بابتهاج: (يلالي ولي عاد راجل )، أما باقي الأسرة فأول اتصال بعد ذلك كان مع أخي وصديقي أبو بكر عبر الفيس بوك.
تحياتي لباقي الأسرة علوي و حليمة والآخرين، سنذكر ما حيينا تلك الأسرة الفاضلة بكل خير، أطال الله عمر الأحياء منهم ورحم وغفر لمن رحل منهم ورزقهم جنته ورضوانه.