بنشاب : بعد الإعلان عن بدأ عملية إحصاء الفقراء في ولايات انواكشوط تنقل موفد "السبيل" إلى بعض البلديات لمعاينة طريقة سريان العملية و تسليط الضوء على شفافيتها..
و للأسف الشديد بعد زيارة البلديات و الإطلاع على مجريات الأمور هناك تبين أنه لا فضل يرجى من هذا الإحصاء فلا لجان تشرف على العملية و تمعن النظر إن كان الشخص المعني بالمساعدات فقيرا أم رجل أعمال..
و لعل أكبر دليل على فشل عملية الإحصاء ما حصل و يحصل لحد الساعة في بلدية لكصر من إستهتار و إهمال منقطعي النظير.
موفد "السبيل" الذي تجول في بلدية لكصر لاحظ وجود شخصان يقومان بإحصاء الجميع بسهولة و يسر فبالنسبة لهم أن تملك بطاقة هوية يعني أنك فقير لذلك كان شغلهم الشاغل أخذ البطاقات هنا و هناك و في الشوارع دون النظر حتى إن كان حامل البطاقة هو صاحبها و كأننا في حملة إنتساب للحزب الحاكم.
إمتلاك الفرد لبطاقة هوية ليس دليلا على فقره أو أنه رب أسرة فقيرة كل ما في الأمر أنك مواطن، و المساعدات لم ترصد لعامة المواطنين بل تم تخصيصها للأسر الفقيرة التي تعال من طرف النساء أو العجزة أو ذوي الإعاقة (تدخال شعبان افرمضان)..
أصبحت بلدية لكصر اليوم تزخر بمختلف البطاقات فهنا تجد بطاقة هوية لميت و أخرى لآخر مغترب لم تمنعه الغربة من الحنين لعاداتنا الكلاسيكية..
ما هكذا يحصى الفقراء، و ما هذا بتطبيق لوعود رئيس الجمهورية التي أدخل بها بصيص أمل إلى بيوت الفقراء بعد أن صال و جال فيها خوف من الجوع و آخر من وباء كورونا.
إحصاء لا محل له من الشفافية و إلا فلم لا يتم التأكد من فقر الوافدين على البلديات و إرسال بعثات إلى أحياء الصفيح حيث تقبع آلاف الأسر في فقر مدقع ؟ أم أننا لا زلنا كما كنا و لم نبرح و لو بقيد أنملة عادتنا القديمة "المصائب للفقراء و المساعدات لغيرهم" ؟
خاص بموقع "السبيل"..