بنشاب : لم تتعود موريتانيا الديمقراطية ، التحول السلس ولا الانتقال السلمي على السلطة فالحدث الاخير مثل استثناء نادر الوقوع في الجمهورية الاسلامية الموريتانية الديمقراطية التعددية لذالك لا يزال التعامل معه متباين التثمين متعددة القراءة ولا يتماشى مع زخمه ولا يعبر عن تثمينه كتغيير غير تقليدي يرسخ حق الوطن في التناوب على السلطة وحق النخبة الوطنية التي تتصدر المشهد في تطوير وتحديث نتاجها السياسي وتطور عطائها الايجابي في مجال تحسين الاداء والاستعداد للتناوب على السلطة في الفريق الواحد او من خلال الفرقاء في المشهد السياسي الوطني التنافسي .
وبما ان النتيجة في الاستحقاقات الاخيرة محسوبة بشكل مباشر للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فإن تثمينها والمحافظة عليها والاعتراف بنجاحها الظاهر على الاقل يحسب على الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ، فإنه وكما تمكنت شخصيات " وطنية " من مسايرة الرئيس السابق ولد عبد العزيز ــ على مضض ــ وتحمل شعاراته الاساسية كمحاربة الفساد والدعوة للإصلاح العقاري وفتح المجال من اجل تساوي فرص المشاركة من مختلف مكونات وطوائف المجتمع وحق تساوي فرص الاستفادة من خيرات الوطن والجرأة في اتخاذ المواقف (كطرد سفارة اسرائيل والحرب على الارهاب في الشمال المالي والتصميم على اقامة القمة العربية والإفريقية ) فإن بعض تلك الشخصيات "الوطنية "الثابتة في المشهد وفي صفوف الاغلبية الحاكمة وكما صبرت وتحايلت حتى تخطت عشرية ولد عبد العزيز وهي في صفوف اغلبيتها فإنها تحاول ان تؤمن وجودها الفاعل الى جانب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من خلال قطع شعرة معاوية بينه وبين صديقه بالأمس القريب لذالك تمكنت من صرف الانظار عن اهمية الحدث السياسي المترتب على التناوب الاخير وذالك من خلال الإلهاء عن طريق خلق الازمات كأزمة المرجعية وإشاعة حدوث محاولات تمرد وربما محاولات تغيير للسلطة بطريقة غير دستورية وأخيرا اطلاق موجات التنصير والإلحاد وتنشيط السجال العنصري الطائفي وتضخيم مستوى الاحتقان داخل المجتمع .
لذالك فإن الحكمة والحنكة السياسية تحتم على اصحاب القرار ضبط توجهات فريقها وتحديد ادواره بدقة وفتح مجال المحاسبة على الاخطاء وعلى التواطؤ والاحتيال من اجل فبركة هالة من الخوف تقض مضاجع الشعب وتزيد من خوفه على مستقبله وعدم الرضى عن حاضره حتى تظل هذه الشخصيات متصدرة للمشهد او فاعلة فيه
الفتاش الاخباري