بنشاب : لحراطين......
على الرغم من عظم المعاناة والإضطهاد والظلم وممارسة العبودية والحرمان والإقصاء والنظرة الدونية لمجتمع لحراطين إلا أنهم ظلت قلوبهم تنبض بالإنسانية والأمل .
فتقرأ في عيونهم آلام ماضي تعيس ،وحاضر حرمان ،ومستقبل غامض ،كمستقبل كل من همشه الماضي والحاضر ،إلا أن الإيمان الذي تتشبع به نفوسهم الراضية بقضاء الله وقدره جعلتهم يكدحون من أجل العيش الكريم ،ويضربون عرض الحائط بآلامهم وكل معاناتهم محاولين تناسيها حفاظا على السلم والسلام ووحدة مجتمع لم يرحمهم قط ،فلم تحركهم الدعوات المتكررة من أجل الانتفاضة والثأر على الواقع المر ،فكان السلم والهدوء نصب أعينهم دائما متسلحين بالصبر والرأفة والرحمة ......
ومما يميز هذا الشعب المكافح العظيم هو استعداده لخدمة الدولة والمجتمع فعلى ظهورهم مأكل ومشرب الشعب الموريتاني عامة وتشهد على ذلك الموانئ التي ترسو على حافتها السفن العملاقة وتفرغ شحناتها على ظهورهم الزكية، كما تشهد على ذلك الشاحنات المحملة بانواع البضائع والسلع التي تجوب البلاد طولا وعرضا فمن يشحنها ومن يفرغها؟!
كما تشهد المزارع والحقول على تفانيهم من أجل توفير الإكتفاء الذاتي لهذا الوطن من مختلف المزروعات، وتشهد التنمية الحيوانية على بصماتهم المتنوعة فيها ، وتشهد اليد العاملة على دورهم الرائد في تقديم الخدمات على أكمل وجه وبجودة عالية ، يشهد لهم التاريخ بدورهم الرائد في النهوض بالمجتمع وتولي الأعمال الشاقة، دورهم في الحروب والأزمات !، وفي مجال الأعمال التطوعية تراهم في خدمة المساجد كناسة وتنظيفا ........إلخ ،وعند المدافن لحفر القبور ،في الشارع لمد يد العون لكل من طلبها ،وفي الأسواق لمساعدة كل من طلب المساعدة ........
إنهم من أكثر رواد المساجد ، وأكثر الشعب عطاء وسخاء وطيبوبة، وعند الشدائد أشداء ،وعند الإستفزاز رحماء ،فلو أنهم اطلقوا العنان لسفائهم لمكروا مكرا كبارا ،لكنهم دائما ينشدون السلم والسلام ويريدون الألفة والمحبة أكثر من غيرها ولولا ذلك لأثرت فيهم دعوة العنصرية وإلتفوا حولها التفافا. .....
فطوبى لكم يا معشر لحراطين فأنتم فخر الوطن وتستحقون عليه رد الجميل بل على الشعب كافة .
من صفحة/ عمر عيمارعلى الفيس بوك