ولد بوسيف: رحلة رئيس الجمهورية…من النعمة إلى جكني وجع واحد يتكرر ...

سبت, 15/11/2025 - 10:43

بنشاب : قال العمدة المساعد لبلدية نواذيبو الشيخ الكبير بوسيف إن رحلة رئيس الجمهورية إلى الحوض الشرقي أظهرت أن جميع مقاطعات الولاية من النعمة إلى جيگني تعاني من وجعٌ واحد ومتكرر
وأضاف ولد بوسيف ان الولاية المنسية تعيش كباقي ولايات البلد من ندرة في الماء والكهرباء والتعليم والصحة…

وأشار إلى أن المظاهر التجميل الموسمية فشلت السلطة في إتقانها، تمر السيارات الفارهة وسط غبار كثيف يخنق الهواء، كأنه رمزٌ لما تعيشه هذه الولاية المنسية كباقي البلد من اختناق في الماء والكهرباء والتعليم والصحة

وهذا نص البيان؛

رحلة الرئيس إلى الحوض الشرقي.. من النعمة إلى جيگني ، وجعٌ واحد يتكرر

من النعمة إلى ولاتة، ومن انبيكة لحواش إلى الظهر، ومن عدل بگرو إلى باسكنو، ومن أمرج إلى تنبدغة وصولا إلى جيگني …
تتشابه المشاهد وتتوحد الملامح: مدنٌ متعبة، وطرقٌ مغبرة، ووجوهٌ أنهكها الغياب الطويل للدولة إلا في المواسم.
يصل الرئيس في موكبٍ رسمي تقدر تكلفته بمئات الملايين، يعبر على شوارع غير معبدة، لم يُبذل حتى جهد بسيط في تنظيفها، فالأوساخ متناثرة على جانبي الطريق الذي سيمر منه الموكب.
كأن المشهد يريد أن يقول: حتى مظاهر التجميل الموسمية فشلت السلطة في إتقانها.
تمر السيارات الفارهة وسط غبار كثيف يخنق الهواء، كأنه رمزٌ لما تعيشه هذه الولاية المنسية كباقي البلد من اختناق في الماء والكهرباء والتعليم والصحة….
تصفّق الجماهير على جانبي الطريق، لكنك حين تنظر في الوجوه تدرك أن نصفها لا يصفق فرحا، بل واجبا.
تتعرف من النظرات على الفرق بين أبناء الأرض الذين جفّت ملامحهم من المعاناة، وبين المجلوبين من خارجها لتلميع المشهد وبيع صورة إعلامية مدفوعة الثمن، تُسَوَّق في نواكشوط على شكل “نجاح زيارة رئاسية”.
وفي المقابل، يتسابق المستفيدون والنخب الموالية إلى تسويق الخطابات الرئاسية كأنها فتحٌ مبين؛
فهذا يريد أن يُكتب خطاب النعمة بماء الذهب — وكأنه لم ير النعمة التي تتنفس الغبار —
وذاك يطالب بتدريس خطاب انبيكة لحواش في الجامعات،
وثالثٌ  دمعت عيناه أمام الكاميرات ليُظهر تأثره من خطاب أمرج!
مشهدٌ يختصر الفجوة بين واقع موجع على الأرض، وخطاب مُنمّق في الهواء.
الحوض الشرقي اليوم كتاب مفتوح على صفحة الإهمال.
مدنٌ بلا ماء، قرى بلا كهرباء، شبابٌ بلا أمل، ومشاريعٌ وُلدت على الورق وماتت في المكاتب.
الزيارة لم تغيّر شيئا سوى شكل الغبار الذي أعاد ترتيب نفسه بعد مرور الموكب.
إنها ليست مأساةً جديدة، بل تكرار ممل لمشهدٍ قديم:
الدولة تزور، والنخب تُمجّد، والمواطن ينتظر شيئا لا يأتي.
وما بين الغبار والمواكب والميكروفونات،
يبقى الحوض الشرقي كباقي البلد  كما كان دائمًا:
أرضًا كريمةً بأهلها، مهمّشةً بسياساتها،
تستقبل الزائرين بترابها الصادق وتودعهم بنفس الغبار الذي جاؤوا به.

الشيخ الكبير بوسيف