
بنشاب : لكن اعلموا أن السلاسل لا تقيد من صاغ الحديد يومًا إرادة ولا تسجن القمم في حفر يحفرها الجبناء بأيديهم المرتعشة.
أيها القضاة الذين يظنون العدالة مطية لأهوائهم وأيها المحققون الذين نخر الحقد في ضمائركم كما ينخر الصدأ سيفا عظيما أهين، أنتم لا تحاكمون الرجل، أنتم تحاكمون ظلكم المكسور في مرآة المجد.
لقد كشف التاريخ اليوم عريكم وأنتم تظنون أنكم تنطقون باسم القانون فإذا بكم تقرأون صك إدانتكم الأخلاقية بصوت مرتجف من قاع العبودية السياسية.
أما لجنة التحقيق، أية لجنة هذه؟
لعمري هي لجنة الضغائن القديمة التي لا تبحثون عن الحقيقة بل عن الانتقام ولا تقلبون الأوراق إلا لتستروا خيانتكم لولي نعمتكم والذي كان درعكم وسبب بقاءكم على الكراسي.
محمد ولد عبد العزيز ذلك الذي صنع دولة من الفوضى وأمنا من الخراب ورسم لموريتانيا وجهها المستقل حين كانت تتسول المواقف.
ذلك الرجل الذي نقش التاريخ اسمه على جدار الذاكرة كما تنقش الأسماء على السيوف اليمانية، نقشًا لا تمحوه محاكم المؤامرة ولا بيانات الأجراء.
أما أنتم فالتاريخ قد كتب أسماءكم في زوايا الهوان، حيث تتساقط الوجوه وتذوب الألقاب، فلا يبقى إلا صدى الخيانة يلعنكم كلما مرت الأجيال.
وها هي محكمتكم اليوم تؤكد حكمها بالسجن 15 سنة، كأنها تقنع نفسها أن في الأرقام عدالة وأن في الحكم نصرًا.
لكنها لا تدرك أن الحكم الحقيقي صدر منذ زمن، حكم التاريخ له بالعلو وحكمه عليكم بالدناءة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وقد قالها ولد عبد العزيز بثباته الذين لا ينكسر
“لن أمضي خمس عشرة سنة في السجن ولن تمضوا أنتم خمس عشرة سنة في الحكم”
كلمة كفيلة بجعل التاريخ يسجل أن الحرية لا تسجن وأن الشرف لا يدان.
ألا بعدًا لكم أيها المبلسون المدلسون...

