
بنشاب : لم يكن الأخ موسى أفال وفيا لرسالته السياسية واهدافه الديمقراطية التي تنكر لها وانقلب عليها منذ ان فضل سياسة الجيوب على سياسة النضال التي التحف بعباءتها في دور من ادوار التحايل والاستهلاك المنفعي الذي أودى به كما أودى برفاق له وقليل منهم من برأ ذمته وأرضى وطنه وأراح ضميره وإن كان من الضمائر المحصنة سلفا من خشية الله وإرضائه سرا وعلانية.
فعندما أسندت له مسؤولية فتح الحوار الوطني، كان يختار على مزاجه ووفق هوى النظام الذي يبتزه بتوفير دخل يرتاده من البنك المركزي، رأى فيه المصلحة العليا لشخصه، فراح يحاور على طبق من ذهب أولئك الذين زرعوا للحوار أصلا، زلفى وتقربا من نظام يختان نفسه ويخادع شعبه بصحافة خيالية واحزاب كرتونية وقاعدة جماهيرية خيالية، رصعتها أقلام المنافقين والمتملقين.
كان على الأخ موسى فال أن ينقل بأمانة الواقع السياسي المتعثر الذي وجده ماثلا، وان يذكر التكتلات السياسية الممنوعة من حقها الذي يكفله الدستور ولا يمنه أحد عليها، ولا يمكنه ان يتذرع بجهلها او تجاهلها، فقد أطلع على كل التفاصيل في عريضة مفصلة.
إن الحوار الذي كان شعاع امل لحل الإشكال السياسي والديمقراطي، ولد ميتا من أصله، إذ لا يعدو كونه تلاعبا في الوقت الضائع لإنهاء لحظات الألم والمرارة التي يعيشها النظام في رمقه الأخير وفي مأموريته المنتهية، بذلك فالتساؤلات واردة عن الحاجة إليه، في الوران في الفشل والإحباط، والعبث في الفساد والنهب.
ليس مهما ما مر به الحوار من كبوات ودوران، ولكن المهم أن يبادر بالفعل بدل الكلام، وبالانجازات بدل الإحباط، وبإرساء المجتمع الديمقراطي بدل القمع والاستبداد.
أن يتكتم الأخ موسى أفال على بقية الأحزاب، فهذا شأن يعنيه، قد يرضي به غزواني وبقية طغمته، لكنه خيانة للأمانة وتجرد من المسؤولية، وإظهار لنية مسبقة من الحوار ومن المرجو منه، ولن يضر الأحزاب المكتومة شيئا، لأن خيارها خيار جماهيري، لا يتحكم فيه لا غزواني ولا موسى أفال، تماما مثل حزب البعث في العراق، لما قال أدعياء بوش لصدام إن الحزب تم حله، فقال لهم نحن من يحله وليس قوة أمريكا وعملاؤها.

