
بنشاب : من المؤسف أن تُبنى الأحكام على خيال لا يسنده واقع، وأن يُختزل تاريخ قائد حاسم و حازم و شجاع في قصة وعظية ملفقة، تنتمي لمخيلة من يسعى لتشويه الرموز أكثر مما تنتمي لحقل السياسة أو الدين أو سلوك النخبة .
فالرئيس محمد ولد عبد العزيز، أيا كان الموقف منه، لم يكن جاهلاً ولا عابثًا. بل هو من حفظ هيبة الدولة، وحمى المال العام، وفرض سلطة القانون و انشأ قناة المحظرة و طبع المصحف و طرد الكيان الغاصب ،في وقت كانت فيه البلاد على شفا الفوضى و الضياع .
إنجازاته في محاربة الإرهاب، وتشييد البنية التحتية، وضبط المال العام وتوحيد المجتمع ، لا تمحوها روايات كتبت على عجل لإرضاء غرائز الخصومة.
أما النائب بيرام، فلا ينكر أحد أنه صنع نفسه بنفسه ورسم مسارا من الرفض، مهد له الطريق، ودفع به في لحظات حساسة، مستغلا هشاشة الواقع و سوء تقبل الجميع لإخوة الدين و الوطن . وإن كان له فضل في المثابرة، فإن هناك أيضًا من تحايل على القانون والشرع ليجعله واجهةً لخطاب مشحون وجد صداه لدى العديد من أبناء وطنه .
الخلط بين الذنب والجهل، وبين المعارضة والتشويه، لا يخدم الدولة ولا المجتمع. و نصرة السلطان ليست في تشويه رجل بنى مؤسسات الجمهورية و حرر افواه شعبها و فرض احترام شعارها ، ولا في تصديق حكايات لا تتسق مع وقائع التاريخ و لا مآثر السلف ، و لعل صاحب التدوينة اختلط عليه الذي هو أدنى مع الذي هو خير
