
بنشاب : لا أعتبرني بالمكانة التي تسدي لكم النصح، فأنتم أدرى به وأدرى بأصول القضاء وفقهه، وأدرى بسمو مكانته وعظمتها في الشرع والقيم والأخلاق، وبما يترصد القاضي من وعد ووعيد، فكل هذا تعلمونه فلا مزايدة فيه عليكم.
لكني أريد فقط، أن ألتمس لكم الخروج المشرف من ورطة تعلمون - علم اليقين - أنها مكائد ودسائس سياسية بامتياز، وأدرك أن درجة قبولكم لفحوى رسالتي، لن يكون بالقدر الذي تستقبلون به توجيهات وتعليمات صديقكم القاضي المتقاعد ول الرايس، ولكن عليكم استصحاب حكمة السلف: من قدم لك رشدا أو نصحا، فانظر عواقب وخواتم عمله.
ونعلم أن التاريخ سجل الأخيار كما هو سجل الأشرار، فها هو التاريخ يسجل بحروف من ذهب، موقف القاضي رزكار محمد أمين العراقي الذي آثر الاستقالة والاعتذار عن محاكمة الرئيس صدام مبينا للمحكمة العليا أن الضغوط التي تمارس على إدارة المحكمة من قبل السلطة الحالية والضغوط الدولية، لا يمكن لفرد يملك ولو قليلا من الشرف أن يتحملها، فهؤلاء لا يريدون منا محاكمة صدام ورفاقه، بل يريدون منا أن نأخذ دور ممثلبن في مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم.
فرفضها وأعرض عنها، وقبلها القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن وكان ظلوما جهولا، فظلت لعنات التاريخ تلاحقه في حياته ومماته، وكان محلا لكلام وازدراء الجميع.
إني أقدم لجانبكم هذه القصة للاستئناس بها، وأن الإنسان مجرد قيمة معنوية، والقاضي العادل إنسان من رتب أسمى وأرفع المراقي الإنسانية.
فانظر أي المراتب تخلد فيها ذكرك.
جعلنا الله وإياكم من ( الذين يستمعون القول، فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب )
والسلام على من اتبع الهدى.
نواكشوط 10/02/2025
ملحوظة: أرجو أن تبلغ رسالتي هذه لجناب القاضي: القاسم فال
منقول