العميد ولد إشدو نموذج الكفاءة والمهنية.... 

أربعاء, 15/01/2025 - 23:38

بنشاب : (هاذ ماهو شكطه للغير 
حدّو شكر لْول إشدّو )

تاريخ حافل بالنضال والعطاء، اتسم صاحبه بالغزارة المعرفية المتنوعة والمتعددة، شاعر وأديب وكاتب من طراز رفيع، ألزمته عصاميته الابتعاد عن الشبهات بالعفاف والقناعة، فكان من الذين لا يتهافتون على الموائد ولا يتكأكؤون على القصعة، ولا يتسارعون إلى المناصب الاعتباطية، ولا يقبلون بالاستيلاب المعنوي والمادي.
آمن بالمحاماة رسالة إنسانية، تمنع الظلم وتشيع العدل والمساواة، وليست مهنة لكسب المال وارتهان الضمير وبيعه بثمن بخس دراهم معدودة، فما كان فيه من الزاهدين.
سجل التاريخ له مواقف الشرف والترفع عن الكبوات الخادشة للحياء والوقار، فكان مثاليا في تعاطيه للحياة اليومية والعلاقات الفردية، يسطر تاريخه ويطرزه بالمحسنات المعنوية كما يشاء:
1- لم يسجل التاريخ له أنه جاء إلى رئيس أو إلى وزير يريد الاكتتاب كمخابر أو بمعنى أدق كجاسوس على ذويه أو على رفاقه.
2- لم يسجل التاريخ أنه تعاطى الرشوة في ملف من الملفات المدرة للدخل كالمخدرات وملفات الفساد.
3- لم يقتن الساعات الثمينة كرشوة تغير من نظرته الدينية والوطنية والأخلاقية، بل عاش بقناعة الذي يؤمن بأن الله يراه وأن الوطن أمانة.
4- لم يقايض في يوم من الأيام، بمواقفه مع الرؤساء والمسؤولين، ولم يمتهن التلون والنفاق ليبدو بموقف يخالف قناعاته الفكرية والدينية.
5- لم يتسكع على أبواب المكاتب يلج ويبتز ويهين شرف المهنة، ويؤدي المهام الظلامية بنشوة واعتزاز المسلوب من الحياء والوقار وأثارة من علم ومعرفة وأصالة، تحمي صاحبها من السقوط والتهاوي.
6- لم يكن الارتهان السياسي والجهوي يتملك أوصاله، ولم تمتلكه تكلات الفساد والمفسدين، ولم تغره رشاوي المنتقمين، حتى يتأبط قضايا الإفك والمكائد، ليشهد بالزور على الأبرياء.
هذه بعض الخصال الحميدة، من باب السبر والاختيار، وخلاف الأولى، آثرت أن أسجلها، شهادة لأخي وصديقي الاستاذ محمدو ولد إشدو، شهادة للتاريخ، وتاريخا سيذكره الأجيال، عندما يلفظ التاريخ مكنون أسراره ودرر مخفياته.