بنشاب : عندما يشعر المجرم بتخفيف العقوبة مسبقا يتمادى في اقتراف المزيد و يشجع غيره في ارتكابها ولكن التنفيذ الفوري للعقوبة الرادعة بتطبيق حدود الشرع في المجرم أمام العامة ينتشر صدى زجرها ويدب الرعب في نفوس المجرمين ويحجمون عن ارتكاب الجرائم ...
كنت اشتغل بالصحراء الليبية في احدى شركات التنقيب الأجنبية في عهد المرحوم معمر القذافي وكانت سيارات تلك الشركات مستهدفة من طرف اللصوص بالمنطقة وبلغ الامر بهم حد الحرابة، ففي إحدى الليالي عند منتصف الليل فوجئنا بوابل من الرصاص فوق رؤوسنا ودخول عصابة مدججة بالسلاح لداخل المخيم وبعد ساعتين من التهديد والتنكيل بنا صادروا عدة سيارات ذات الدفع الرباعي محملة بالمؤن نحو جهة حدود النيجر ، وبعد اتصال رئيس المخيم بالسطات بطرابلس، حلقت فوقنا طائرات عسكرية وطاردت السيارات المسروقة حتى سيطرت عليها والقوا القبض على افراد العصابة واحضروهم فجرا لتمثيل الجريمة بالمخيم ذاته، وبعد يوم واحد ظهر افراد العصابة في التلفزيون الليبي العام مقطوعو اليد اليمنى والرجل اليسرى بخلاف اي تنفيذ حكم حد الحرابة الفوري.
ومن ذلك اليوم خاف كل اللصوص و كان تنفيذ ذلك الحكم كافيا لبسط الأمن والأمان في ربوع البلاد واصبحت السيارات تبيت على التلال في الخلاء لايجرء اي من كان على سرقتها.
أن تنفيذ حدود الشرع الاسلامي في جرائم القتل والاغتتصاب والحرابة كفيل بزجر المجرمين الجبناء ، وحكمة الله علام الغيوم الذي وضع لنا شرعه السماوي لا يمكن استبدالها بالقوانين الوضعية الناقصة.
فمتى نبقى نخاف من تطبيق شرع الله الحل الحيد لانهاء دوامة انتشار الجريمة بابشع صورها واغربها على المجتمع المسلم و المسالم بطبعه.
أن ذاكرة الموريتانيين اليوم تتوق الى ايام الرئيس الأسبق ول هيداله الذي تم فبه تطبيق حدود الشريعة الإسلامية في كل مجرم رغم انف المعارضين لها من دول غربية ومنظماتها والمتباكين على نظمها وتشريعاتها ولم تمحى موريتانيا من الوجود بتطبيقها للشريعة . لكن في عهده استتب الامن والسكينة في عموم البلاد انذاك وبقيت ذكرى ذلك الأثر الحسن لعمل الرجل محفوظا له في وجدان معظم المواطنين.
الإعلامي خطري عبدالله جفجاف