بنشاب : يوم اقتُحم مقر المجلس الدستوري من طرف قوة عسكرية مدججة بالسلاح مصادرة قدسيته الدستورية أمام عدسات القنوات المحلية والدولية، سقطت دستورية المجلس و انسكبت سيادته تحت الأحذية الخشنة لجلادي التعليمات العليا، و علمنا حينها أن خلية التخريب و التأزيم استولت على مقود الشرعية في البلد، و أن ذلك سيؤدي بالتأكيد لحوادث خطيرة لن يستطيع الوطن تحمل خسائرها، ولن يسلم منها ولد الغزواني نفسه.
و حين خرج ولد الغزواني بعد ذلك من سباته الطويل وصرخ في الأبواق بكلمات متطايرة من اللهجات الوطنية دون أن تستحق منه تلك المجتمعات بضع ساعات لإتقان نطق كلمات من لهجاتها، أيقننا أن المرحلة المقبلة سيطبعها التخبط و الحيف و التهميش، و هو ما ترجمته الوضعية المزرية لضحايا الفيضانات في الضفة، وتعامل النظام المخجل مع مأساتهم.
وعندما قرر ولد الغزواني تبني شعارات وهمية و تحلى بالجرأة لمواجهة شعب جائع و غاضب عبر جرده لحصيلة صفرية ملفقة، زعم أنها إنجازات نظامه خلال المأمورية الأولى، تأكدنا أن الرجل يستند في خطواته المرتجلة تلك على خطر محدق، اتضح فيما بعد أنه تزوير كلمة الشعب و مصادرة إرادته عبر لجنة اعترفت بفشلها و تزويرها في عدة محطات و عبر عدة منابر.
وكذلك عندما خرج قائد كتيبة "الستين مأمور" قبل أيام و طالب بشكل مباشر بمحاسبة رئيس الجمهورية و تجريده من حصانته الدستورية و إخضاعه لمساطر العقوبة، أدركنا كما أدرك الرأي العام حجم الرئيس ولد الغزواني في نظامه، وكيف انقلب عليه سحر المرجعية و نشبت في خاصرته أنياب وحش الاستهداف، الذي صنع لإخضاع رفيق سلاحه و سلفه.
و بعد صدور قرار المجلس الدستوري اليوم برفضه طعن دفاع ولد عبد العزيز، اتضحت بجلاء حدود المأزق الذي ابتلع محمد ولد الغزواني، و كيف تأكد أنه مسلوب التأثير، يصارع بصمت في أقسى صور العجز عن حماية نفسه و الدفاع عن حقوقه الدستورية المصونة.
وهنا يسجل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز انتصارا جديدا، حيث أثبتت كل الوقائع صحة كل ما تحدث عنه في بثوث مباشرة سابقة، قال فيها إن ولد الغزواني مختطف من طرف ثالوث خطير يسلبه إرادته و قراراته و يُسير الدولة باسمه دون أن يسمح له بفتح فمه أو اتخاذ أبسط قرار.
و رغم أن كل المؤشرات كانت توحي بذلك مثل: إبعاد الرئيس الغزواني في أسفار دائمة عند كل مفصل مهم من هموم الدولة، كان يستوجب حضور صانع القرار و غير ذلك، إلا أن نجاح فريق التأزيم في إسقاط الرجل في شر أعماله وهو في قلب السلطة و على عرش رئاسة الجمهورية، دليل قاطع على عدم تمتعه بأبسط نفوذ و لا تأثير أمام جاثوم التخريب المسير للبلد منذ استلام السلطة يوم تعسٍ مشؤوم من 2019.
هنيئا للقائد المحنك المحارب المتمرس محمد ولد عبد العزيز فخطواته المنتظمة منذ دخوله معركة كسر العظم مع ظلال الغدر و التلفيق ظلت تقوده في كل مرحلة وكل نتيجة إلى فضح نيات خصومه وتعرية نقاط ضعفهم و فشلهم و ترسيخ صور شموخه و شجاعته في أذهان مختلف أطياف الشعب.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر