بنشاب : قد لا يَفهم البعض أنَّ مجرَّد تغزُّلٍ في غير محلِّه قد يجرح كبرياء وشرف وعرض بعض النِّساء،.. وأنَّ مجرّد مرورِ طيف متحرِّش ولو في الخيال يثير الرُّعب في نفوس كل النساء،.. وأنَّ مرور صهريج من عوادم المراحيض فوق جسد امرأة، أرحم على نفسيتها من لمسةٍ من شَبِقٍ غريب.. أتمنى لو تفهمون!
ستُغلِقُ هذه الفتاة مداركها إلى الأبد على الاكتئاب والشَّقاء، والكوابيس، وربما الانفصام... لن تُلقي بالاً لتباكينا، وتضامننا، ووقفاتنا، وبياناتنا، لن تعني لها شيئا وهي تراجع في مخيلتها تخبُّطها في قذارة مَنيٍّ آثمٍ فوقها وفيها وعن جنباتها، مستباحة في بيتها في عجزٍ من عُهر أجساد لصوص الحرابة والبغي.. ستكره جسدها وتكرهنا، الاغتصاب اعتداء بقسوة الإذلال والتنجيس والتدنيس وسرقة الحياة،..ولا تتجاوز الذاكرة بشاعته مهما تقادم.
دور الساسة ليس الزحام في بيت الضحية، وتسليع القضية، والدوس برخيص النفاق على مسرح عفتها، دور الساسة الضغط لاستنهاض إرادة تُفعِّل الأمن، توقظه من خموله، ولاستصدار تشريعات تومئ الى سكينة واستقرار.. عسى أن تحمي بقية المرشحات المحتملات لاغتصاب مقبل أو اعتداء من أي نوع.
جديد الاغتصاب والسرقة تحت التهديد لكثرته لم يعد مثيرا، وأصبح واقعا معتادا يجب التعايش معه.
ما زلنا عاجزين عن استيعاب التسيب الأمني، وعجزنا اللحظة أكبر مع استمرار التغاضي عن رادع فعال رغم تكرر المأساة.
ألَمِي.