بنشاب : لا أريد التقليل من شأن خلق أرباب العمل لخمسين "فرصة أرباب أسر"، فالشباب يحتاج فعلا لتسهيل الزواج، لكن كيف سيكون حاله في اليوم الموالي لزفافه وهو لا يملك أكثر من فحولته؟.... الشباب يحتاج ابتداءً لإشباع مقومات يومه، حتى تثبت العصمة بيده، لا بيد أرباب العمل!
يُطاردني سؤال منذ فترة،.. فقد أدركتُ هذا البلد وبه "ارْكايزْ" من رجال الأعمال بالمعنى القريب للمصطلح، يمتلكون المؤسسات الكبرى والمصانع والمصارف، يُحرِّكون عجلة الاقتصاد، يُشغِّلون الناس دون تمييز في العرق أو اللون أو الجهة، وأدركته وبه "ادواريكْ" من رجال الدولة، ورجال السياسة، وقامات من رجال الفكر والثقافة، وحركات شبابية ونقابية واعية، كيف اختفى كل هذا فجأة أو بالأصح ذاب؟!
لستُ ضليعة بالاقتصاد، لكن من ويْلاتنا التي لا تحتاج كثير فراسة، تغطرس المؤسسات-الحقائب وتغوّلها، واستنزافها للصفقات العمومية.
مؤسسات النفوذ الوهمية هذه، ريعها لا يُستثمر في الدورة الاقتصادية المتجددة، ولا يعود بالنفع على المواطن العاطل، لأنه منفعة يجنيها شخص واحد عن طريق مؤسسة مُختلقة، لا تملك مقرًّا ولا مُحاسبة، ولا تُشغِّل كائنا، وحصادها سيذهب فورا في الفلل وقطعان المواشي والحلي والسياحة الناعمة!.. والكارثة أنَّ شخصا واحدا قد يمتلك تشكيلة من المؤسسات الكاذبة (طگم)، تنافس بعضها على مزيد من الاستنزاف.
حين نصحح هذا الخلل البنيوي، بتشييد مؤسسات على أسس سليمة، سنمتص البطالة، ودون تمييز،.. وحينها، كلْها إدورْ إخيَّمْ راصو، ويستراحو أرباب العمل من مِرثِتْ دور "خَطَّابَة الحي"، وإخرسو الفوگ.
تحياتي.