بنشاب : ظهر اليوم خلال حفل تنصيب الرئيس محمد ولد الغزواني تناسق مرسوم بريشة الخيبة والتفاؤل و الحيرة بين شجرة مجتثة و مكفنة في جذوعها مدفونة في كأس رخام شارد على حافة الوحدة في ركن منصة باردة تحت إضاءة خافتة.. وحالة الشرود و الانفراد والابتعاد عن بطانته الفاسدة التي أطل بها الرئيس المكبل _بسبعين ذراعا من تعهداته غير المنجزة_على أربعة أعواد أرهقها أزيز آلات البرد و النحت، و أزكمتها روائح الطلاء و التنكر لخشبيتها النقية، متوجة بسنتمترات رفيعة من اسفنج الهشاشة مصابة بفوبيا عنيفة من أعواد الثقاب مجبرة على معانقة حزمة قطع خشبية تشم بها ولآخر يوم من وجودها رائحة احتراقها و حريتها و هلاكها، فالارتباط المصيري الذي يسبب الشقاء الأبدي لقطعة الاسفنج سريعة الاشتعال على سطح الكرسي المعذب تشبه تماما اليمين الدستوري به من الترقية والرمزية نفس القدر من الهواجس و المخاوف والمخاطر، فالأخير مرور بطيء لمدة خمس سنوات على صراط دواة التاريخ، وعلى حسب ما تستوعبه أقدام كل رئيس من صبغة الإنجاز و الإصلاح و الحضور تخلد خطواته بعد خروجه من الحكم على سجاد المجد الذهبي الخالد…
فمنهم من يترك في سجله إنجاز المستشفيات الكبيرة و المتخصصة و المطارات الدولية و العسكرية والجامعات الطبية والتقنية والعلمية آلاف المدارس المتميزة والأسواق و آلاف الكيلومترات من الطرق المعبدة و عشرات المدن المأهولة وتنظيم العديد من القمم العربية و الافريقية و مئات المواقف الدبلوماسية الدولية الخالدة والمشاريع الطاقية والمائية و التعليمية و الإنتاجية العملاقة..
ومنهم من يكتفي بخلع جوارب لفظه و عهده و المضي دون أثر على سجاد التاريخ وسط رنين أجراس الزمن و تصفيق سدنة المصالح الشخصية و باعة الضمير و ماء الوجه و الكرامة على قارعة رصيف الطمع و الجزع و اللؤم و الشؤم.
فهل يتمكن ولد الغزوني كما نتمنى من الحفاظ على مسافة تمكنه من إحاطة نفسه ببطانة جديدة صالحة تعمل معه خلال مأموريته وفرصته الأخيرة على إصلاح ما أفسدته اختياراته السيئة وقراراته الخاطئة خلال مأموريته الأولى، ومراجعة نفسه وضميره وتخلصه من شرذمة النفاق والشقاق التي خربت البلاد و جوعت وظلمت العباد؟
أم سيواصل نهجه و يرضى لنفسه البقاء مكبلا بتعهداته بجوار تلك الشجرة التي عند ظهره في الصورة، دون أثر له في سجل الإنجاز و الإصلاح ..مفضلا مواصلة معانقة المفسدين كما تستمر الاسفنجة في معانقة أخشاب الكرسي رغم احتراقها كل لحظة برهاب أعواد الثقاب؟!
Aziza Elbarnawi
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر