بنشاب : تمر بلادنا بمرحلة حاسمة من تاريخها إذ أن مستوى الوعي الذي خلفته العشرية الأخيرة ومستوى الحريات جعلا من الشعب الموريتاني شعبًا يطمح إلى التقدم ولا يقبل التراجع عن المكاسب التي تحققت بجهوده
لذا على الدولة أن تدرك أنه لا مجال لاستمرارها دون فتح حوار شامل لا يُقصي أحدًا والاستماع لكل الآراء سواء كانت مؤيدة أم مخالفة. يجب تنظيم أيام تشاوريه حقيقية وتطبيق مخرجاتها، فتاريخنا القريب يثبت أهمية هذا النهج...
وخير مثال على ذلك هو ما حدث عندما قام الرئيس السابق محمد عبد العزيز بانقلابه على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. هذا الانقلاب حظي حينها بدعم جماهيري كبير لكن جزءًا من المعارضة وقفوا ضده ففي خطوة جريئة من ولد عبد العزيز ذهب معهم إلى حوار دكار حيث لبى كل مطالبهم. حتى إنه تخلى عن السلطة وخرج من القصر وخاض معهم انتخابات بحكومة توافقية، وكان وزير الداخلية من اختيارهم، وتم تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات. لم يفعل ذلك لضعف بل فعله إدراكًا منه أن وجود معارضة قوية ووجود أغلبية يضمن توازن القوى ويعزز الثقة بين الدولة والمجتمع. تلك الثقة هي صمام أمان الدولة ومصدر قوتها. وعندما تنهار تلك الثقة، فإن الدولة تتعرض لخطر التلاشي لا قدر الله.
منقول