بنشاب : خرج الرئيس محمد ولد الغزواني مساء أمس إلى الشعب بعد مكوثه في مرقد التعهد خمس سنوات عجاف أكلن عشر سنوات سمان، مثقلات بسنابل الحصاد و التشييد و الإنجاز الثخين، وهو يحمل في يده ورقة مجعدة يقرأ منها كلمات متلعثمة في حلق التيه و الخيبة، واقفا في قفص بلاستيكي أزرق، ربما صمم لإخفاء عكاز الوهم الذي اختار الاستناد عليه طوال مأموريته المجوفة صفرية الحصيلة.
تحدث الرجل الستيني بغصة غير مفهومة، ذكرتنا بالتي انتابته أثناء شكره لسلفه الرئيس السابق خلال حفل تنصيبه، عندما كان يرى ولد عبد العزيز يمد إليه يده لإجلاسه على كرسي السلطة، بينما كان هو يجهز الأغلال لتقييد تلك اليد التي امتطى كفها للوصول للحكم.. ربما كانت تلك الغصة أكثر المواقف التي شعرنا فيها بانسانية الرئيس الحالي، فقد شعر لثوانٍ بالأسى تجاه رفيق دربه، وهو يخطط لإهانته و تعذيبه و مصادرة حريته و كافة حقوقه!
تلى ولد الغزواني أمام أعضاء فريقه الحكومي السطور التي لقنوه و هو يواجه صعوبات بالغة في البلع، تطلبت منه شرب قنينة ماء كاملة، تركها مفتوحة طوال خطابه، لتوقعه صعوبة ابتلاعه ريق كل تلك الشعارات الورقية التي كان يعيد تدويرها بصوته، فمن الصعب أكل حزمة بذلك الحجم من أوراق التخيل الرطب، و سط أمواج السراب الأجاج!
كانت الصورة مساء أمس صارخة باليأس، حيث تناسق شغور المقاعد خلف الرئيس مع شغور كرسي قيادة البلد طوال فترة حكمه، و تلعثمه في إلقاء كلماته مع تخبط نظامه وسوء تسييره للبلاد خلال مأموريته، ولجوئه المتكرر لقارورة الماء مع حقيقة حتمية عجز الشعب عن ابتلاع تعهداته الموسعة بعد تحجر خيبته في التعهدات الماضية.
و لاشك أن حديثه عن تآزر ذات التمويل الباذخ والحصيلة المخجلة و السمعة التسييرية السيئة و بناء حجرات تدريس قليلة و تشييد معهد وحيد و تركيزه على عرض مقتنيات حزبه لوجوه سياسية و نضالية عتيقة تعثر بها صدفة على رصيف التاريخ، كان أبرز دليل على إخفاقه و فشل نظامه و فساد نهجه التسييري للبلد الذي يعاني فيه الشعب من أكبر موجة جوع وعطش مرت عليه و نزف خاصرة الوطن بموسم هجرة غير مسبوق لعشرات الآلاف من شبابه بالتزامن مع اندلاع فوضى قتل المواطنين على الحدود بالنيران الصديقة و العدوة و غير المصنفة، ترى كيف سيرد الشعب عبر صناديق الاقتراع على ولد الغزواني و زمزة المفسدين المختطفين له و للدولة؟!
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر