بنشاب : مع كل انتخابات رئاسية في موريتانيا تنتشر ظاهرة تنظيم المبادرات السياسية الداعمة للمرشحين؛ وحسب مهتمين فإنه “منذ يناير الماضي نُظمت في موريتانيا اربعين مبادرة سياسية داعمة لسبع مرشحين هم عدد من تم اعتمادهم من قبل المجلس الدستوري في استحقاقات 29 يونيو “.
ماركة موريتانية
ظل مشهد باصات النقل الرابضة أمام قصر المؤتمرات القديم ودار الشباب القديم – علامة مميزة للفعل السياسي في كل موسم انتخابي. ولا تخلو عطل نهايات الأسبوع من تنظيم عدة مبادرات في وسط العاصمة؛ وأحيانا في مقار أحزاب وتجمعات سياسية .
وحسب المهتم بالتاريخ السياسي الموريتاني المعاصر محمد الدده فإن ” الموريتاني بطبعه كائن سياسي استعراضي ينشط في كل موسم سياسي ويعود لخموله بعيد كل انتخابات”. ويضيف الدده” كل انتخابات هي فرصة للبعض في إثبات أنفسهم وتمرير رسالة دعم للحاكم تعبيرا عن تقدير تعيين ماض أو بحث عن فرصة جديدة في وجه الانتخابات”.
وحسب الحسن ولد لتقانه (صاحب باص) تحدث عن طبيعة العائد المادي من نقل “المناضلين “الى قصر المؤتمرات فإن ” الرحلة الواحدة من توجنين الى قصر المؤتمرات في تفرغ زينه قد تصل تكلفتها لخمسين الف أوقية مقابل نقل عشرين شخص ذهابا وايابا “.
ويضيف الحسن ” نقوم بانتظار الركاب حتى يتم التقاط صور منهم في القاعة وبعد اختتام النشاط أعود بهم الى أحيائهم في ضواحي العاصمة”.
سماسرة المبادرات
أما سيدي اعلي وهو ناشط سياسي مستقل فيرى أن ” هنالك سياسيين يوفرون خدمات تعبئة وتحسيس الجماهير مقابل مبالغ يتفق عليها مع أصحاب المبادرة “.
ويضيف سيدي اعلي ” تنظيم نقل مائة شخص الى قصر المؤتمرات في يوم المبادرة يُكلف نصف مليون أوقية بالاضافة لحقوق الباصات وأتعاب المشرفين ؛ اذ عادة مايعوض سمسار المبادرة 5000 أوقية قديمة عن كل شخص يتم حضوره للمبادرة”.
كما يستفيد عمال المطابع والساحبات ومصممو الجرافيكس والعاملون في مجال التصوير والمونتاج و انعاش السهرات من عائدات مالية يصفها أحد منعشي هذه المبادرات بالمجزية اذ قد تصل لحدود ألف دولار لإنعاش مبادرة واحدة .
اضحك للصورة
تزدهر ثقافة نشر صور وأخبار المبادرات بين الموريتانيين؛ كما أن لها سوقها هي الأخرى .
وحسب مصور صحفي تحدث لـ ” تقدمي” فإن تصوير المبادرات أصبح سوقا كبيرا؛ حيث ينشط عشرات الشباب فى مجال تنظيم وتصوير المبادرات السياسية ويتولون نشر وتوزيع أخبار وصور ومقاطع فيديو في عالم الصحافة وصفحات المدونين والمؤثرين مبالغ مالية تتخطى حاجز المليون أوقية قديمة في بعض المبادرات التى يقف خلفها ساسة أو رجال أعمال معروفون .
مبادرات الدوري المحلي
لايتوقف تنظيم المبادرات على شخصيات تعمل في هرم السلطة او تتولى مسؤوليات قيادية في الحزب الحاكم او أحزاب الأغلبية؛ بل إن مناضلين عاديين في أطراف العاصمة ينظمون مبادرات على قدر طاقاتهم المادية .
وحسب متابعات ” تقدمي” فقد شهدت ولايتي نواكشوط الشمالية منذ البدء التنازلي لاستحقاقات 29 يونيو ثمان مبادرات نظمها ناشطون في حزب الإنصاف وأحزاب الأغلبية الرئاسية وكذلك تم تنظيم مبادرات داعمة لمرشحين رئاسيين من أمثال بيرام الداه اعبيد والعيد محمدن .
ولا تحظى مبادرات ” الضواحي” حسب تعبير ناشط سياسي في توجنين بالزخم الاعلامي؛ إذ تنحسر عنها الأضواء لغياب احتمالات التعويضات المجزية؛ حسب “فني صوت ينشط في المجال” .
ومع اقتراب موعد افتتاح الحملات الدعائية في موريتانيا ينسحب اهتمام الساسة الى المهرجانات السياسة الميدانية في الساحات العامة في العاصمة وفي مدن الداخل الموريتاني، ويتراجع بريق المبادرات كل ما اقترب موعد الاقتراع اذ يتوارى أبطالها للظل تاركين المجال لمهرجانات المرشحين التي تستمر خمسة عشر يوما حسب قانون الانتخابات الموريتاني .
عن موقع تقدمي