بنشاب : بعد أن أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عن تكليف الحكم الدولي الموريتاني، دحان بيده، بإدارة المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا، التي ستجمع بين المستضيفة كوت ديفوار ونيجيريا، يوم الأحد المقبل على ملعب الحسن وترا في أبيدجان، والذي جعله يصبح ثاني حكم موريتاني في التاريخ يقود نهائي كأس الأمم الأفريقية، وذلك بعد 36 عاما من قيادة عميد التحكيم الموريتاني، إدريسا صار، لنهائي البطولة في نسخة عام 1988 و الذي جمع وقتها بين نيجيريا و الكاميرون.
وإليكم مقال سابق نشره الصدى حول مسيرة الحكم دحان و أبرز محطاته..
لم يكن من هوايات صغره، و عندما بدأ مغازلة كرة القدم، و اختار أن يكون مدافعا – و صرح عن نفسه لاحقا : لقد كنت مدافعا خشنًا للغاية -، لم يكن يخطر له على بال أنه سيصير حكما بعد ما يزيد على عقدين من عمره، و من أنجح حكام جيله على مستوى الصافرة الموريتانية .!
و لأن أروع الحكايات تلك التي تتمخض في أحايين كثيرة عن صدف و مواقف غير مبرمجة ، وجد دحان بيده نفسه حكما لمباراة بعض الرفاق أثناء تواجده بفرنسا للدراسة ،حيث كان وقتها يجمع بين اللعب و التحكيم ، و من هناكبدأت أولى خطواته في المجال ، و كان عمر بطلنا يناهز 23 ربيعا حينها
ولد دحان بيده في 31 ديسمبر من عام 1991 ، بالعاصمة نواكشوط و تحديدا مقاطعة تيارت ، و في عام 2014 تخرج من جامعة ليل بفرنسا مهندس جيولوجيا ، إلى جانب التحكيم يمارس عددا من المهن الحرة و يدير عدة شركات داخل البلاد من ضمنها “كاراب Carapp “ و يمتلك مدرسة في مجال التعليم الخصوصي.
قصته مع التحكيم محليا بدأت فيعام 2015 ، من مدينة زويرات ،بدأ من يومها وضع لبنة نجاحه في الساحة المحلية من خلال الظهوربمستوى جيد على مستوى الدوري الوطني بدرجتيه الأولى و الثانية ، واستطاع ان يحجز مكانه بسرعة بي نحكام الصدارة في البطولة الوطنية .
مما مكنه من الحصول على ثقة اللجنة الحكام الموريتانيين بالاتحاد ، التي أسندت له مهمات كبيرة محليا ، أبرزها نهائي كأس رئيس الجمهورية مرتين آخرها نسخة2020 ، التي توج فيها تفرغ زينة على حساب نادي اسنيم .
اعتمد دحان حكما دوليا في عام 2018 ، ليبدأ من يومها مشواره الخارجي ، ممثلا مميزا للتحكيم الموريتاني ، و ظهر في نفس العام حكما رئيسيا لمباراة بوركينا فاسو و الغابون ضمن منافسات تصفيات كأس أمم افريقيا تحت 23 سنة ، و كانت تلك اول مباراة يديرها قاريا .
ظهر بعدها في عديدالمناسبات القارية ،بين التصفيات بمختلف فئاتها في افريقيا وبطولات الأندية “دوري الأبطال و الكونفدرالية “، و في عام 2019 كان ضمن حكام كأس أمم إفريقيا بمصر ،ممثلا لموريتانيا .
و كان الحكم الموريتاني الوحيد المشارك في نهائيات كأس أمم افريقيا للمحليين 2020، وأدار بعض مباريات تلك النسخة التي أقيمت بالكاميرون و توج بها المنتخب المغربي للمحليين .
و يتفرد دحان بعديدالأرقام المميزة بين زملائه في التحكيم الوطني ،حيث كان أول حكم موريتاني يحصل على رخصة تقنية الفار .
نجاحات عديدة للحكم الشاب البالغ 31 عاما ،جعلته ينال ثقة لجنة الحكام بالاتحاد الافريقي لكرة القدم ، التي اعتمدته ضمن حكام بطولة كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021 ، و أيضا كان الحكم الوحيد الممثل للصافرة الموريتانية في أقوى و أكبر البطولات الأفريقية ، و ثالث أبرزالبطولات الكروية العالمية للمنتخبات .
و قدم صورة مميزة في البطولة الجارية الآن بالكرت ديفوار، و تعتبر مباراةالمغرب و الغابون أبرز مباراة أدارها حتى الآن في البطولة ، و شارك في عدة مباريات أخرى ،و وفق الإحصاءات فإنه يعد واحدا من الحكام الجيدين في البطولة .
نجاح دحان يلهم كل الشباب الموريتاني المشتغل بالمجال ، و يؤكد التطور الذي يشهده التحكيم الموريتاني ، مع ظهور عدد من الحكام الشباب المميزين في السنوات الأخيرة .
كما يعيد إلى الذاكرة نجاحات أب التحكيم الموريتاني ادريسا صارالذي كان أول حكم موريتاني يدير نهائي كأس أمم إفريقيا والوحيد حتى الآن ، عند ما قاد نهائي البطولة في عام 1988 بين منتخبي نيجيريا و الكاميرون ، ثم كان حكما مساعدا في نهائي 1990 بين الجزائر و نيجيريا . و كذلك الحكم القدير لمغيفري بوشعاب الذي مثل هو الآخر الصافرة الموريتانية بشكل مميز في مرحلة من المراحل .