بنشاب : يستقيل برلمانيو مقاطعة كيفه من مهمتهم كنواب عن الشعب في دائرتهم؛ يجلبون لها المنافع و يدرأون الأضرار ويدافعون عن حقوق الناس ويطرحون مشاكلهم؛ ويغيب هؤلاء غالبية الوقت عن جلسات هذه الهيئة التشريعية الهامة فينصرفون إلى شؤونهم الخاصة رغم الرواتب الكبيرة والعلاوات السخية التي يتلقونها من خزينة الشعب مقابل خدمة الشعب.
وقد بات واضحا اليوم ما كان من قيمة لحضور تمثيل للمعارضة بين هؤلاء النواب إذ أدى نائب حزب تواصل خلال المأموريات الماضية المهمة على أحسن وجه فانحاز للسكان وناصر قضاياهم ورفع رأس من مثلهم.
طبعا لا أحد بمقاطعة كيفه يتوقع من "نواب السلطة" أكثر مما هو واقع حيث تكبل هؤلاء عدة موانع لا تسمح لهم بتلبية طموحات من انتخبوهم.
أولا : فقدان الرصيد النضالي عبر التيارات السياسية أو النقابية أو الطلابية الذي يمد الفرد بالتصميم ويُخَرِّجُهُ جنديا مكافحا عن مبادئه ، يقدم التضحيات وينكر الذات ويتحلى بالجرأة والصمود.
ثانيا: الشعور بالتحرر من الالتزامات للمواطنين فهؤلاء ليسوا منتخبين في حقيقة الأمر إنما فرضتهم السلطة أو المال.
ثالثا: إنهم رجال أعمال لا يمكنهم بأي حال أن يعرضوا تجارتهم للضرر حين يخرجون على ما تشير به السلطة الحاكمة أو يرسمه مسار التربح.
رابعا: إنهم حبيسو حسابات سياسية فبانتمائهم للأحزاب الموالية حرموا من نعمة الحرية والسيادة على الرأي والضمير؛ لذلك بات هؤلاء خَدَمٌ للنظام القائم، يشعرون بأنه من بوأهم هذه المناصب لا أن الشعب هو من أنتخبهم.
سيندب سكان مقاطعة كيفه حظهم العاثر وطالعهم السيء فيمن يدفعون بهم إلى التمثيل. إنهم يُلدَغُون في الجحر مرات ومرات دون أن يستفيدوا من الدروس أو يأخذوا عبرا من التجارب.
ذلك هو السير الحثيث نحو المجهول وزرع الأشواك في الطريق وخلق كافة الأسباب لمزيد من التردي والتدحرج نحو مستقبل مخيف.