بنشاب : هذا الملف ملف سياسي بوقائعه وتفاصيله، وقد بدأت بوادره في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية قبل عودة الرئيس السابق من سفره بعد تسليمه السلطة لسلفه. وقد بدأ بالفعل بعد عودته مباشرة في نوفمبر 2019 فانفجرت قضية المرجعية، وبدأ مسلسل استهداف الرئيس السابق لابعاده عن المشهد السياسي بشتى الوسائل والدسائس والمكائد وكلنا نتذكر بواكير تسريبات صقور خلية المرجعية تستجدي السلطة التنفيذية للتصدي لتحركات الرئيس السابق بعد زيارته لمقر حزب سياسي، ثم جاء تشكيل اللجنة البرلمانية التي تم تشكيلها دون أي سند أو أساس شرعي، لأن الجمعية الوطنية انتخبت 2018، والقضايا الموجودة في الملف سبقت وجودها، وحصلت في عهدة البرلمان الذي سبقها، ليبدأ بشكل علني ورسمي مسار - ما بات يُعرف بملف العشرية - من برلمان كان بالأمس القريب قد شرع في جريمة خرق دستور البلد غداة حراك المأمورية الثالثة!
ثم عُهد بهذا الملف، للجنةٍ تحوم حولها شبهات فساد معروفة، وخصومة مع الرئيس السابق، فكانت هي الخصم والحكم !
ولم تلبث هذه اللجنة أن انكشفت، من خلال الاتصالات، والعزومات المتبادلة مع مشمولين في الملف. مكّنت هؤلاء لاحقا من الخروج من دائرة التقرير واتهاماته.
وبموازاة مع تحركات اللجنة البرلمانية سخّرت الدولة أجهزتها ومخابراتها لتتبع الرجل ومضايقته والتنصت على مكالماته وخصوصياته وتم تسليط أدعياء الصحافة وكتائب المتملقين والمطبلين لشيطنة الرجل في مهمة قذرة لتضليل الرأي العام تولت إدارتها أيادي خبيثة تدار من وراء البحار، تنضاف إلى ترسبات من الأحقاد والضغائن والانتقام. وهكذا امتلأ الفضاء الإعلامي بالشائعات : سبائك ذهبية مدفونة في الرمال، وآلاف المليارات المخبئة في بنوك الإمارات وتركيا، ومئات السيارات والشاحنات، و ناطحات السحاب في باريس ودبي ..
وفجأة وبقدرة قادر تحولت عشرية الأنوار والانجازات إلى عشرية النهب والخراب، وأمسى هذا الرجل الذي كان رئيسا لهذا البلد لمدة 11 سنة، استلم فيها ركام وطن فبنى وشيّد ما ينفع الناس ويمكث في الأرض وسلّم السلطة في تناوب سلمي في يوم مشهود، عاد بعد ثلاثة أشهر ليجد نفسه مطاردا ممنوعا مِن مستحقاته ورواتبه، حتى راتبه كضابط سابق في الجيش، أما امتيازاته كرئيس سابق فلم يحصل عليها أصلا حتى تُقطع، وصودرت ممتلكاته لدرجة أنه لم تترك له أوقية واحدة ليحصل بها على خدمة الماء أو الكهرباء!! ثم سجن في غرفة مليئة بالغبار والدخان والباعوض، وبسبب هذه الظروف تعرض لمرض خطير، كاد يقضي عليه، فقد كان عرضة لنزيف لمدة ثلاثة أيام، وقد أظهرت الفحوص وجود تلف في شرايينه بنسبة تفوق 90%. رغم أنه كان شخصا رياضيا ودخل السجن بصحة ممتازة!!
ورغم الألم والمعاناة لم يجد الرجل فرصة لمخاطبة شعبه إلا وبيّن له حجم المكيدة وحدثه بالأرقام والوقائع عن الفساد المستشري وانتشار صفقات التراضي وتدوير المفسدين، عن خيرات شعب فقير تُنهب ومقدرات أمة تُبدد وعن وطن يضيع وعن تراجع على كافة المستويات.
فيتم الإيعاز لأدعياء الصحافة ألا تبالوا لحديث الرجل عن الفساد وواقع البلاد،فالرجل قال سابقا إنّ لديه المال، فمن أين له هذا المال ؟؟!!
ورغم مرارة الظلم وألم الغدر وحلكة ليالي السجن فضّل الرجل أن يجيب على السؤال الملح بعقلية رجل الدولة وعبر رسالة مفتوحة إلى سلفه من خلْف أسوار مدرسة الشرطة يُحمّله فيها مسؤولية وقف هذه المؤامرة بصفته رئيسا للجمهورية ورئيسا أعلى للقضاء، وكان صاحب الرسالة "المساءلة" كعادته صريحا واضحا واثقا من نفسه، فسلط الأضواء الكاشفة على كل ركن يمكن أن تتجمع فيه هوام الشك حول مصادر أمواله وملفه القضائي المزعوم.
من ص/ جبهة التغيير