بنشاب : لستُ شامتا معاذ الله ولا مُعيّرا أعوذ بالله وأرجو من العلي القدير الشفاء والعافية للمسلمين عامة ، لكن الشيء بالشيء يذكر وبضدها تتميز الأشياء ؛ فبالمبادئ الثابتة والمواقف الصادقة يُعرف الرجال ، وبضدها يتميزون عن أشباههم ، ورغم أن الكريم ابن الأكارم الثلاث : يوسف عليه السلام اتُهم زورا في عرضه ولبث في السجن بضع سنين : فقد كان السجن أحب إليه مما يدعونه إليه ؛ وإن من تراه في الصورة لم يخفه المرض وما زحزحته السجون ، تأملُ ترغيبه تارة وتحلم بترهيبه تارات دولة بل دول وخلال مأمورية تامة كُرست كلها للضغط عليه بشتى الطرق ؛ وكلما منحوه فرصة للتعبير : أراهم من تصاعد صموده ما لم يروا من قبل ! فحُق لأنصاره ومحبيه أن يزينوا صفحاتهم بكل صورة جديدة كهذه أو قديمة له ؛ ورحم الله سيد قطب حين قال : إن كلماتنا ستبقى ميتةً لا حراك فيها هامدةً أعراساً من الشموع ، فإذا متنا من أجلها انتفضت و عاشت بين الأحياء ، كل كلمة قد عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي فعاشت بين الأحياء ، و الأحياء لا يتبنون الأموات .