بنشاب : يسألني البعض عن قراءتي لمستقبل المسار القضائي، وقد تابعته في كل مراحله، كما تابعت الملف من بدايته لحد الآن، فمن حيث الوضعية القضائية، فالإجراءات مردودة شكلا لبطلانها، ومردودة مضمونا لعدم اختصاص المحكمة، وضد شخص لا تمكن محاكمته، وإن سلمنا بهذا كله، وتعاملنا مع المحكمة احتياطيا، فلا تهمة تدين وتجرم مطلقا في الملف، والبراءة هي ما يخطر على البال لمن لا يدري في القانون، فما بالك بمن يدريه؟
والحقيقة، أنه عندما يكون الملف سياسيا بامتياز، فالمعايير الموضوعية تخرج من قائمة المعطيات، والحكم يكون وفق هوى ومزاج النفس التي دفعت به، إلا أن يكون القاضي على مستوى رفيع من تقديس مهنته واحترام نفسه وتبني أوامر دينه ونواهيه، وهو بذلك عليم.