بنشاب : الذين يحاولون إظهار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز كمحارب دون أسلحة لا يعرفون الرجل حق المعرفة او أنهم يتوهموم ، فتاريخ الرجل الحديث يعطي الصورة الكاملة لرجل عصامي و وطني مخلص لمبادئه متمسك بقناعته ، محارب من الطراز الرفيع النادر في جمهورية تعاني تحت نظام الولاآت و الارتجال .
هذه الجمهورية يوشك مشروعها أن يندثر و يتلاشى بفعل تعدد مراكز القرار العشوائي و بفعل إنهماك قادتها في نهب إمكانياتها و تهجير شعبها و تشويه المصلحين المخلصين للوطن و لشعار الجمهورية .
تُقدم الساحة المحلية عادة أهم مكوناتها العتيقة المألوفة التي نافست الدولة الوطنية منذ اتخذ قرار كشف الحُجب عنها ممثلة في ثنائي القبيلة و الجهة و هما المكونان المستخدمان اليوم بكثافة رغم انتهاء صلاحيتهما منذ تقرر التأسيس ،.
لكن الذين توارثوا خيرهما يستميتون في الدفاع عنهما ، و في لحظات ضعف القيادة المركزية — كما هو الحال اليوم — يعيد انصارهما تاريخ الوطن المنهك إلى لحظات عزهما المعيق ، إلا أن الرئيس القائد الصامد في وجه دعاتهما لم يُعرف عنه الاعتماد عليهما بل رفض الإذعان لمروجيهما وكانت له مواقفه المشهورة المنحازة للوطن والشعب كركيزتين لا غنى عنهما في سبيل إنجاح المشروع الوطني الشامل ، مع أنه حاول عدم التدخل في ايجابياتهما من حيث التعارف و التعاضد و التكافل .
فالدولة التي تولى مسؤولية تسييرها بكفاءة عالية تعاني نقصا حادا في كل مقومات بقائها و هي تحتاج كي تنجو من الفشل أن تصل التحول المطلوب بسلاسة و رفق دون مواجهة داخلية حتى و إن كانت تؤخر ردم الطقوس و التعاويذ و الأحراز المعلقة على النواصي و الصدور او المدفونة في الخيال و الاعتقاد .
مع أن أحرار المؤسسة الاجتماعية العتيقة تحلقوا حول الرجل و ساروا خلفه حينما تعمد بعض رفاق الأمس التنكيل به و بأسرته الصغيرة و بإنجازاته التي تغالب الاهمال و التخريب المتعمد اليوم و منهم من تمسك و وهب جهده و وقته لنصرة القائد الذي انتصر للشعب حينما انحاز له و فرض هيبة الوطن ، وسيبقى أهم سلاح يملكه المحارب الأسير بالإضافة إلى ملفات الفساد و النفاق و العمالة و سوء الأخلاق يبقى اهم سلاح هو الشعب الحر الأبي الذي دخل القائد ذات يوم اعرشته ووزع عليه أرضه و طبق لصالحه قانونه و لا تزال صورة الرجل في الاحياء العشوائية و في المستشفيات و شوارع الوطن تملأ منصات التواصل الاجتماعي .
و تستمر عينات من هذ الشعب المناضل الصامد في الإزدحام أمام مبنى القضاء عند كل محاكمة للقائد ، وهذ السلاح حينما يستخدم فلا كذبة و لا إفك يقف في وجهه ؛ أما السلاح الثاني فهو أفراد المؤسسة العسكرية و الأمنية التي كانت كريشة في مهب الرياح ، و اشرف بنفسه على تحديثها و تحفيز عناصرها و تمهينهم حتى تمكنوا من فرض احترامهم و ساهموا بفعالية في تأمين المناطق الخارجية التي تعاني فقدان الأمن ، هاؤلاء لا يزالون يتذكرون بحرقة و أسى ايام تورين و الغلاوية و لمغيطي وهم يتابعون بألم فصول المسرحية التي أخرجها برلمان ” دخل ش ” و نفذها أعوان النظام و محاموا الإساءة و الرشوة و الخيانة .
و لكن هذه المسرحية اليوم تدخل آخر فصولها ؛ أما السلاح الثالث و الذي لا يعرفه أحد حتى القائد نفسه فهو كل الذين حشرت صدورهم و تعمد النظام القائم إغاظتهم و هم أيضا رغم تشتتهم يراقبون و يعدون العدة للفرح إن تدارك حكماء الجمهورية انزلاقها او النفخ في الصور إن عجز اصحاب القرار عن اتخاذ سبل النجاة، و لا يحدثكم مثل خبير ..