بنشاب : كان تصريح فخامة الرئيس غزواني للصحيفة الفرنسية لو ڤيچارو "Le Figaro" محبطا للآمال على أكثر من صعيد، فهو أولا تقريب وتفضيل للإعلامي الأجنبي على الإعلام الوطني الذي يطلبه المواطن، فلا يراه إلا مغرادا في أتويتر، وقليل منا من يعرف أتويتر أو يستعذبه، وهو ثانيا، يفتح صفحة للتقارب مع فرنسا أكثر من سابقيه، في وقت يتراجع نفوذها إقليميا ودوليا، والثناء على دورها التحرري وثقافتها ولغتها، وكانت هذه فرصة للمنافقين من الوزراء والمتملقين، فنجد وزير الإقتصاد ينتهزها فرصة للإجهاز على اللغة العربية بعبارات مغلوطة وتاريخ مكذوب، ليبرر تمسك الإدارة بالفرنسية، تجديدا لاتفاقية 1959 التي انتهت عمليا 2019.
وهو ثالثا، بهذا الارتماء الجديد في أحضان فرنسا، إنما يؤكد ما تناوله الإعلام من أن موريتانيا ستكون غرفة العلميات الغربية وبالخصوص الفرنسية، في مواجهة محتملة مع المحور الشرقي الذي تنطلق صواريخه من قواعده في مالي وبركينافاسو.
وهو رابعا، يدق مسمار الرحمة في نعش منظمة دول الساحل G5 التى عاشت مرضها السريري في مأموريته.
أما النقطة الأخيرة والتي شبه مؤكدة، فهي ترشيحه لمأمورية ثانية، له الحق فيها، وقد أمنها يوم أرسى دعائمه في الحالة المدنية عن طريق ولد لحويرثي، ولن يعوزه من يسوقها ويسوغها من نخبة لا تعيش إلا في ظل الفساد والأجواء الموبوءة، وهو يعلم علم اليقين، أن للشعب رأيا مخالفا لذلك سيعبر عنه بهذه أو بتلك.