بنشاب : اطلعت على عبارة كتبتها "وكالة كيفه للأخبار"، وكانت مجالا لتعليقات تستبطن جاهزية الترصد للأخذ من أخينا وابننا #محمد_ولد_أمصبوع، الذي أثبت رباطة جأشه وتوازن تقديمه وسموه عن تفاهات لفيف دفاع المفسدين والمحبطين واستفزازاتهم.
فالعبارة نُزعت من سياقها ووضعت بصورة تحمل من التدليس والتلفيق والاختلاق، ما يصادف هوى في نفوس مريضة تخلق الجريمة قبل المجرم، لكني أورد فيها الملحوظات التالية:
١- أن هذا تقدم إيجابي في المتربصين، فتحولهم من الاتهام بالملايير واستخدام النفوذ أصبح منصبا على تقاضي راتب بانتظام دون إسناد مهمة، وهذا شيء مألوف عند الغالبية المطلقة من الموريتانيين، لأنهم لو كانوا يؤدون مهامهم لما كان وطنهم في الوضع المزري والمأسوف عليه، وهي طبيعة بدوية، يجذرها ويعمقها النظام الضعيف والمحبط، حيث الكل مكبل في مكتبه يضرب أخماسا بأسداس، والناس تحاكم على الانجازات.
٢- أن الجملة منزوعة من سياقها ومحرف في كلماتها بما نسميه بالتدليس، وهو التلبيس والتغطية لاتخاذ أساليب خداعية لإظهار خلاف الحقيقة كضرب من الإيهام، إذ يروي الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه، وهذا ما حدث.
٣- السياق الذي ذكر فيه ولد أمصبوع ما يشبه هذه العبارة، هو جواب لسؤال أحد محامي لفيف المحبطين: كيف دخلت أسنيم وحدك وهل كنت تتقاضى راتبا؟ (والمحامي كان يجهل شهادات ومؤهلات ولد أمصبوع ويصفه بالجاهل)
فأجابه ولد أمصبوع: تقدمت للمسابقة التي أعلن عنها، وكنت ضمن 780 مترشحا، ونجحت باستحقاق وهذه لائحة المترشحين والمقبولين منهم ونتائجي وسأقدمها لسيادة الرئيس، وبدأت كعامل في الشركة، ولم تسند لي وظيفة محددة، مما يبين عدم استخدام أي نفوذ رغم إتاحته، ولم يكلفني أي من رؤسائها بتأدية مهمة مطلقا، وهذا ما ذكره جميع مديريها الذين تكلموا هنا، وبحكم وجودي في فرنسا سجلت أبنائي كما يتيح لي القانون، وأذكر السائل (المحامي) أن عمه كان يدرس أبناءه كلهم على نفقة أسنيم هناك في فرنسا.
من هذا الكلام كله، استخلصت "وكالة كيفه للأنباء" هذه العبارة ككلمة حق أريد بها باطل، وتلقفها بفارغ الصبر كل من يئس من هالة الاتهامات بالملايير من خزينة الدولة واستغلال النفوذ."